العالم لن يعود كما كان

العالم لن يعود كما كان

بثينه خليفه قاسم 

24 يناير 2021

العالم لن يعود كما كان

تبين الأحداث والتصريحات الصادرة عن العلماء والأطباء ومراكز البحوث أن فيروس كورونا ربما يكون محطة تاريخية هامة في تاريخ كوكب الأرض كله وليس تاريخ دولة أو أمة فقط. فالعالم قبل كورونا لن يكون كالعالم بعد كورونا، عندما يأتي هذا البعد.

العالم كان ينام ويصحو على ذكر اللقاح ويعد الأيام والدقائق للوصول إلى اليوم الذي يأـي فيه انتاج اللقاح لوقف هذا الوباء الذي أرعب البشرية وفاقم كل الأشياء السيئة فالاقتصاديات السيئة أصبحت أكثر سوءا، والأمراض العقلية أصبحت أكثر انتشارا، وعندما جاء اللقاح وجد في انتظاره أسئلة كثيرة بلا إجابة وتبين أنه لا يزال من المبكر جدا أن تقول البشرية وداعا لكورونا لأن اللقاح لن يوقف المرض في يوم وليلة. وقد خرج علينا بالأمس رئيس وزراء أكثر دولة معاناة من كورونا، بريطانيا، ليعلن أن السلالة البريطانية الجديدة من الفيروس ستكون أكثر فتكا وأكثر انتشارا من السلالات الأخرى.

ولكن الشيء المزعج حقا هو أن يطالب بعض العلماء بعمل تعديلات على اللقاح لكي يتناسب مع السلالات الجديدة، فهو نبأ لو تأكد خلال الأيام القادمة معناه أن العالم يمكن أن يظل داخل هذه الدوامة المرعبة لوقت أطول ولا يعلم إلا الله متى تكون النهاية.

وبغض النظر عن ثبوت هذه المعلومة الأخيرة أو عدم ثبوتها، فهناك غيرها ما سيجبر العالم على أن يغير أنماط سلوكه وعاداته وسوف يصبح الناس أكثر ميلا لميكنة كل شيء، وسوف تظل المؤتمرات والاجتماعات تعقد على الانترنت بدلا من السفر إلى مكان المؤتمر أو الاجتماع.

العلماء يقولون أن الشخص الذي تم تطعيمه باللقاح لن يكون محميا تماما من الفيروس ولكنه قد يصاب بأعراض خفيفة أو لا تظهر عليه أي أعراض مطلقا، ومعنى هذا ان ذلك شخص لن يكون معرضا للخطر، ولكن الطامة الكبرى أن هذا الشخص الذي بلا أعرض سيظل ناقلا للمرض إلى غيره، وهذا معناه أنه مصدر خطر على أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة.

بعد كل هذا الماراثون الطويل لم يثبت العلماء سوى شيئين فقط وهما قواعد النظافة وغسل الأيدي والتباعد الاجتماعي.

ومعنى ذلك أننا لابد أن نواصل تنفيذ هذين الشيئين حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. ولم لا نلتزم بهما كأسلوب حياة ؟