التعري في زمن الكورونا

التعري في زمن الكورونا

بثينه خليفه قاسم

٢ أبريل 2020

 

التعري في زمن الكورونا

 

على غرار غابرييل غارسيا ماركيز، صاحب رواية ” الحب في زمن الكوليرا “اخترت هذا العنوان لعمودي المتواضع..

في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البشرية كلها، شمالها وجنوبها، غنيها وفقيرها، لا يكون هناك مجال للسقطات والأفعال الدنيئة وتصفية الحسابات لأن الجميع  مشغول بما هو أشد وبما هو خطير على جميع البشر .

 

في هذه الظروف التي خلقها هذا الفيروس اللعين لا يكون هناك مساحة للذين يسعون لتحقيق الشهرة وإشعال وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق تعرية أجسادهم وكشف عوراتهم، فالكل خائف والكل مشغول بنفسه في مشهد يوم القيامة حيث يحشر الناس حفاة عراة ولا ينشغل أحد بعري أحد .

 

ولكن بكل أسف هناك من يصرون رغم ما نحن فيه من مأساة على التعري والقيام بتصرفات مخزية لا تتناسب مطلقا مع هكذا ظروف .وليس الحديث هنا فقط عن بعض من يطلق عليهم فنانين ممن يقومون بالتعري من أجل الشهرة، ولكن هناك دول وأنظمة تصر على أن تتعرى أمام الدنيا من خلال سياسات خبيثة تقوم بها من باب تصفية الحساب مع غيرها .

 

تنظيم الحمدين لم يجد ما يفعله ضد البحرين في هذا الظرف الذي يعيشه العالم ،سوى التدخل في الشأن البحريني ومحاولة التشهير من أبواقه الإعلامية المأجورة التي زعمت أن البحرين تركت مواطنيها عالقين في قطر !!

 

البحرين التي كانت من أوائل الدول التي تحركت منذ اللحظة الأولى لمساعدة مواطنيها في أنحاء العالم في العودة إلى وطنهم أصبحت متهمة لدى أبواق قطر المأجورة، فما شأن قطر وما شأن تنظيم الحمدين بكيفية إعادة البحرين لمواطنيها من الخارج؟؟

 

فعلا اذا لم تستح فافعل ما شئت ..حتى في هذه الظروف لم يتوقف تنظيم الحمدين عن اساءاته للبحرين .ألم يرى تنظيم الحمدين أن طائرة روسية محملة بالمعدات الطبية قد هبطت في أمريكا لتقديم المساعدة للولايات المتحدة في مواجهتها بفيروس كورونا،على الرغم من الصراع والحروب التي تدور في العلن وفي الخفاء بين الدولتين؟؟

 

قد تكون طائرة المساعدات مجرد عمل رمزي ونوع من المجاملة المفترضة في أوقات الكوارث التي تحل بالبشر ،ولكنها في كل الأحوال شيء جيد .ولكن يبدو أن المسئولين في تنظيم الحمدين لا يعرفون حتى المجاملات الإنسانية ولا يدركون أن التعري أمر مستهجن في مثل هذه الظروف.