نوجه التحية والاحترام لرجال الأمن على اختلاف تخصصاتهم ومهامهم بعد الضربة الموجعة التي وجهوها لخلايا الإرهاب اللعين على أرض البحرين، ونخص بالذكر جهاز الأمن الوطني والتحقيقات الجنائية.
صحيح أنه لا شكر على واجب، ولكننا لابد أن نشد على أيدي الرجال الذين يسهرون على أمن الوطن في ظل الخطر الذي نواجهه في أيامنا هذه.
نجاح رجال الأمن في توجيه ضربة استباقية لخلايا الإرهاب الذي يستهدف استقرار الدولة وبقاءها هو شيء يجعلنا في اطمئنان على صمودهم في مواجهة هذه الفيروسات الخبيثة التي يتم تخليقها وإطلاقها في البلاد العربية لتتزايد بالتدريج سعيا من الذين أنتجوها لإنهاك جسد هذه الدولة أو تلك واستنزافها بالتدريج حتى تأتي لحظة الانهيار التام التي يخطط لها أعداء الأمة.
سنبقى بخير مادامت أجهزة الأمن هي صاحبة المبادرة في التعامل مع هذه الخلايا، لأن الأمر جد خطير،والمؤامرة مستمرة وليس الأمر مجرد عملية أو عدة عمليات ينفذها بعض الأشقياء أو العملاء الذين يجري تجنيدهم من وقت لآخر لتنفيذ عملية انتقامية أو إشغال الشرطة وجعلها في حالة ترقب دائم.
الذي يجري في الأمة العربية هو مخطط استنزافي طويل يهدف إلى الوصول إلى حالة الفوضى التامة بعد إدخال القوات الأمنية والقوات العسكرية في الدولة العربية في حروب مع جماعات وأحزاب لا تعترف بالوطنية ولا الحدود ولا العلم الوطني ولا يهمها إلا تنفيذ مشروعاتها الوهمية.
نحن إذا في حرب وإن اختلفت حدتها من دولة عربية إلى أخرى على قدر قوة الجماعات الموكلة بنشر الفوضى ودرجة تمويلها وتسليحها.
ولا عجب في حديثنا عن التمويل والتسليح، فهذه الجماعات التي تعمل على تفكيك الدول العربية، على اختلاف مذاهبها، سنية كانت أم شيعية، بعضها موال بشكل مباشر لدول في الخارج وبعضها الآخر مخترق من أعلاه من قبل أجهزة استخبارات كبيرة على مستوى العالم، وبالتالي فهي جماعات غير وطنية، ومهما تحدثت عن الوطنية والمصلحة العامة، فحديثها يكون فقط من أجل التجميل والتبرير.
ولا يجب أن ننسى أن هناك تمويلا خرافيا ينفق على جماعات الإرهاب الموجودة على الأراضي العربية،وبناء عليه فلا يجب أبدا أن نركن إلى كون ما يجري في البحرين أو في غيرها من دول الخليج عمليات عنف بسيطة أو اعتيادية، فالذي يجري لدينا لا يختلف عما يجري لدى غيرنا، ولكن الفرق هو نجاحنا حتى الآن في ضرب أية محاولة من قبل الإرهابيين لتنظيم أنفسهم والإعلان عن أنفسهم لدى العالم.
ونحن في مواجهة هذا الخطر ليس بوسعنا ان نقول لرجال الأمن ماذا يفعلون فهذه هي مهمتهم المقدسة في الدفاع عن الوطن وتماسكه واستقراره وهم الذين يعرفون كيف يقومون بها، ولكن بمقدورنا أن نطلب من شعبنا البحريني ومن بقية شعوب الخليج العربي أن يكونوا يقظين وأن يقفوا صامدين إلى جانب رجال الأمن في مواجهة هذا الخطر.
والمقصود هنا بصمود الشعوب الخليجية هو أن تظل هذه الشعوب عصية على الاختراق وابتلاع الطعم، وأن تظل تشعر هذه الجماعات غير الوطنية أنها منبوذة وغير وطنية وأن شعاراتها ليست سوى خدع واستغفال للشعوب حتى يتم تنفيذ المخطط.
إننا نعيش الآن في حروب الجيل الرابع كما يسمونها، أو لنقل حروب المجتمع المدني التي لا تكلف كبار العالم شيئا بل تجلب لهم الأرباح وتحقق لهم المطلوب دون أن يطلقوا رصاصة أو يرسلوا إلينا أية “عفاريت” من خارج الحدود، حيث يتم تخليق كل العفاريت المطلوبة في الداخل.