الذي يريد أن يضع تعريفا واضحا ومثالا عمليا للبجاحة، عليه أن يستمع للتصريحات الأخيرة لحسن نصر الله رئيس مليشيا حزب (الله) الإيراني، الموجود على الأراضي اللبنانية، عن مملكة البحرين.
حسن نصر الله يتحدث عن حقوق مواطنين بحرينيين ويحاول النيل من القضاء البحريني على خلفية توقيف مواطن بحريني، رغم أن هذا المواطن البحريني لم ينكر التهم الموجهة إليه.
حسن نصر الله الذي قتل آلاف السوريين وتسبب في تشريد الملايين يعطي دروسا لغيره وكأننا أمام الفيلم السينمائي “الشيطان يعظ”.
لقد ولى زمن الحياء وكشفت كل الأفاعي عن وجوهها الخبيثة، وأصبح التحريض على الحرب الطائفية في منطقتنا شيئا معلنا، واتضحت الأدوار الحقيقية لمن تدثروا بثياب الرهبان لسنين طويلة وحان الوقت ليعلنوا عن أهدافهم الحقيقية التي طالما حصلوا على المال والتدريب والسلاح من أسيادهم خلال عقود مضت من أجل تنفيذها.
حسن نصرالله وحزبه منذ البداية هو مشروع فتنة وحصان طروادة في المنطقة، فهو مشروع فتنة في لبنان،رغم أنه يستخدم من قبل إيران في مناوشة إسرائيل من وقت لآخر، وعلى لبنان أن يدفع ثمن هذه المناوشات كما يدفع ثمن الانشقاقات الطائفية التي يسببها له.
وكما هو مشروع فتنة في الداخل اللبناني، فهو مشروع فتنة بين الشعبين اللبناني والسوري لأنه بعث من أبناء الشعب اللبناني من يقتلون أبناء الشعب السوري، رغم أن الشعبين كانا في الأصل شعبا واحدا.
والآن حسن نصر الله مشروع فتنة في البحرين وفي الخليج، فهو يطور أهدافه مع تطور الأحداث في المنطقة ويمارس دعواه الطائفية الساعية لتخريب الدول العربية بالتزامن مع التحركات والتصريحات الإيرانية المعادية للعرب.
القتلة الذين تلطخت أيديهم بدماء شعوب بريئة لا يحق لهم أن يدافعوا عن مواطن بحريني له حقوق وعليه واجبات، مواطن بحريني يخضع للقانون البحريني وليس دولة داخل دولة كما هو الحال بالنسبة لنصر الله الذي لا يحترم الدولة التي يعيش على أرضها، والدليل على ذلك أنه أرسل قوات إلى خارج حدود لبنان تقتل وتشرد دون إرادة ودون تفويض من لبنان.
حسن نصر الله لا يحترم قوانينه ولا دولته ولا ينظر إلى لبنان كوطن ولا يعترف بلبنان كدولة ولا يعرف أي معنى لكلمة وطن، لأن وطنه الأول والأخير هو الولي الفقيه الإيراني، وما عدا ذلك فلا حدود جغرافية ولا سيادة ولا انتماء لديه، وبالتالي فهو يطبق مفاهيمه على جميع الدول، فيتدخل ببجاحة في شؤون الدول وينصب نفسه وصيا على قضاء الدول وقوانينها كما يفعل الآن بالنسبة للبحرين.