يوم الأرض… يوم القيامة

يوم الأرض… يوم القيامة

“خير أحمد ياسين” أول شهداء يوم الأرض الفلسطيني. في 31 مارس 1976م، حيث أعلن الشعب الفلسطيني في الجليل انتفاضته على إثر قرار السلطات الصهيونية بناء 8 مدن صناعية في الجليل تحت غطاء مشروع “تطوير الجليل”. ومشروع تطوير الجليل تطلب مصادرة 20 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية. لقد قدم الفلسطينيون كوكبة من الشهداء في هذا اليوم دفاعا عن الأرض، الوطن، المصير، وضد التهويد، فسمى ذلك اليوم بيوم الأرض، تكريما لكل الشهداء الذين دافعوا عن هويتهم وحقهم وتمسكهم بأرضهم وأرض أجدادهم. وسقطوا في يوم الأرض ليكونوا متحدين بأرضهم، يوم الأرض صار رمزا لرفض كل أساليب تهويد فلسطين والاستيلاء عليها، إنه اليوم الذي يعبر فيه كل عربي وفلسطيني عن التصاقه بهويته وأرضه، وليقول لكل العالم إننا قادمون، رغم كل الإرهاب والتنكيل والحصار العربي والصهيوني.
واليوم وقد مرت أكثر من 34 سنة على يوم الأرض، أضحت تلك المناسبة الوطنية الفلسطينية وقد أخذت طابعا عربيا ونضاليا دوليا لكل الشعوب المقهورة في أرجاء المعمورة، وهي رمز للوحدة الوطنية الفلسطينية وتمسك الفلسطينيين والعرب بالأرض وحق العودة، الكفاح المسلح حتى استعادة كامل التراب الفلسطيني. ماذا تغير بالنسبة للعرب والفلسطينيين من جهة والصهيونية من جهة أخرى. الانقسام والتمزق الفلسطيني، الانبطاح العربي، فلسفة “الريحة ولا العدم” بمعنى العيش على حلم الدولة أفضل من لاشيء. واصبح الحلم مشرعا للتنازل عن حق العودة، والتنازل عن الكفاح المسلح والحق في المقاومة، وتحول الفدائي إلى ارهابي في نظر البعض، وتمادي التنازل عن أراضي ما قبل حرب 67، هذا التنازل امتد حتى أصبح يشمل كامل التراب الفلسطيني وتحت رحمة القرار الصهيوني. إلا أن حلم الدولة لا يزال يسيطر على عقل بعض القادة الفلسطينيين من فتح وحماس، حتى لم يعد الفصيلان على وعي بأنهم خسروا الأرض والشعب، وإن لا دولة دون ارض وشعب، كما أن لا ديمقراطية بدون استقلال ناجز.
أما الكيان الصهيوني، فماذا اعتراه من تغير! أضحى إصراره أكبر على حقه في كامل فلسطين، واستمر يدغدغ مشاعر القادة العرب والفلسطينيين بالسلام وحلم الدولة اللذين من خلالهما استطاع التغلغل في كل زوايا الوطن العربي، وأصبح اللاعب الوحيد الذي يراهن عليه الجميع، أصبحت وقاحته وإرهابه ومجازره تؤلم ضمير العالم إلا العرب.
اليوم مع احتفالية يوم الأرض التي تبلغ الرابعة والثلاثين من العمر لم يتخل الكيان الصهيوني عن اهتمامه، فقدم للعرب والشعب الفلسطيني والإسلامي هديته. مشروع تهويد ما تبقى من مدينة القدس. مشروع بناء ألف وستمائة وحدة سكنية لعائلات يهودية على أنقاض أراضي فلسطينية في حي جراح العربي في القدس الشرقية المحتلة. وبإعلان مشروع تهويد ما تبقى من القدس وتكرار “نتنياهو” إعلانه البغيض أن القدس عاصمة الدولة الصهيونية وإلى الأبد في لقائه الرئيس الأميركي أوباما، بهذا الإعلان يتحدى الصهاينة أحلام القادة العرب ويهددهم بأن من يعارض توجيهات الكيان بذاته، إنما يعرض عملية المساومات السياسية للجمود مدة عام. وعلى القادة الفلسطينيين والمسلمين البحث عن مخرج لاستمرار انهزامهم وانتهازيتهم، عفوا حلمهم بدولة فلسطينية.
تعود الذكرى، وفلسطين، تتحول لاستعراض عربي فلسطيني رسمي مقيت. بالنهاية نقول: إننا أيضا لنا حلمنا، حلم حملناه على أكتافنا منذ نكسة 48، ومازلنا نغذيه بالدم ليحبل بأبطال يحملون لواء المقاومة ويعشقون تراب الوطن. وإننا لعائدون.