يبدو أن كورونا لا يكفي

يبدو أن كورونا لا يكفي

بثينه خليفه قاسم

23 ابريل 2020

يبدو أن كورونا لا يكفي

العالم يتجه نحو التصادم وليس التعاون في ظل جائحة كورونا الرهيبة اعتقد الكثيرون وكنت منهم لبعض الوقت أن عالم ما بعد كورونا سيكون مختلفا تماما عن عالم ما قبل كورونا في كل مناحي الحياة وعلى مستوى العلاقات الدولية، ولكن يبدو من خلال تطورات الأحداث أن هذا الاعتقاد لن يتحقق بشكل كامل او مطلق، فعالم ما بعد كورونا سيكون مختلفا عن عالم ما قبل كورونا ولكنه لن يكون افضل منه .

 

فهناك شعوب ستزداد فقرا على فقر وهناك دمار اقتصادي واجتماعي سيحدث وهناك مجاعات منتظره بسبب الدمار الذي سيحدثه هذا الفيروس الجبار، فقد أعلن صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد الأسيوي الذي لم يتوقف عن النمو منذ ستين عام سوف يتوقف هذا العام عن تحقيق أي نمو ،وقس على ذلك ما شئت على مستوى العالم كله.

الشيء الذي يجعلنا نتوقع الأسوأ في عالم ما بعد كورونا هو أن الكبار في هذا العالم يتجهون أكثر وأكثر نحو الصراع وليس نحو للتعاون للتغلب على هذه الكارثة ،فالولايات المتحدة الأمريكية التي كان يجب أن تقود العالم نحو النجاة من هذه الكارثة كانت أول من وجه ضربة قاسية للجهود الدولية في مكافحة فيروس كورونا بعد أن أعلن الرئيس ترامب وقف تسديد حصة الولايات المتحدة لمنظمة الصحة العالمية بحجة انحياز المنظمة إلى الصين العدو اللدود لبلاده.

 

الولايات المتحدة تتهم الصين بإخفاء المعلومات حول الفيروس وخطورته وتفشيه، وهو اتهام يضر أكثر مما ينفع في هذا التوقيت شأنه شأن وقف تمويل منظمة الصحة، لأنه سيدفع الصين نحو الصراع وليس نحو التعاون ويجعل العالم كله تحت رحمة الدولتين الكبيرتين وسوف يزداد الحديث عن نظريات المؤامرة وعن الرغبة في تدمير الآخر بدلا من الحديث عن التعاون والجهود الدولية لإنقاذ الكوكب.

 

والولايات المتحدة تحاول حشد أوروبا والعالم في سعيها لتحميل الصين مسئولية تفشي الفيروس والتسبب في الدمار البشري والاقتصادي الذي وقع وضرورة معاقبتها على ذلك بكافة السبل بعد أن تنتهي الجائحة.

 

سياسات لا تبشر بخير لهذا العالم الذي يتجه أكثر نحو الصراع وليس نحو التعاون، ويبدو أن العالم في حاجة إلى فيروس أشد فتكا من كورونا لكي يتغير.