هل المذيعات “طوفة هبيطة”؟

هل المذيعات “طوفة هبيطة”؟

ليس عيبا أن ننادي ببحرنة الوظائف في مملكتنا، فهذا أمر لابد منه، وإن لم يحدث اليوم سيحدث غدا، مادام هذا الأمر سيتم بشكل تدريجي وعلمي لا ينتج عنه إضعاف لأداء هذه المؤسسة أو تلك، وخاصة في مجال الإعلام التلفزيوني.
ولكن من العيب أن تنطوي مطالبتنا بالبحرنة على إساءات لإخواننا العرب الذين قدموا خدمات لمملكتنا على مدى سنوات طويلة، وخاصة في مجال الإعلام بفروعه المختلفة.
بعض الأصوات تسعى دوما إلى تسفيه إخواننا العرب والإساءة إليهم، لا لشيء سوى أنهم أتوا للعمل في البحرين تلبية لطلب هذه الجهة البحرينية أو تلك، وليس عيبا فينا ولا فيهم أن يأتوا للعمل في البحرين، فكل دول العالم تستقدم عمالة وتستقدم تخصصات وخبرات من غيرها من الدول، وتأتي الولايات المتحدة في مقدمة الدول في هذا الشأن أيضا.
أقول هذا الكلام لأن بعض المحبطين يقومون بتعليق كل مشكلاتهم وأزماتهم الشخصية على وجود عرب يعملون في البحرين في تخصص أو آخر، كما يعلقون كل مشكلاتهم على ما يسمونه بالتجنيس.
ليس اكتشافا جديدا أن يكون هناك مذيعة أردنية أو لبنانية أو مصرية أو جزائرية في تلفزيون البحرين، لكي نقوم نحن الصحافيين، من وقت لآخر بتفريغ أزماتنا الشخصية فيهم، فهذا أمر غير علمي وغير مقبول، فجميع التلفزيونات العربية الناجحة يعمل فيها عرب من كل الأقطار العربية، وقناة الجزيرة ذات الإمكانيات المادية والتقنية الهائلة يعمل بها إعلاميون من غالبية الدول العربية، والفرق بين عدد العرب وعدد القطرين فيها شاسع ومعروف للجميع.
الإعلاميون العرب الذين أتوا إلى البحرين وعملوا بها وأحبوها، يجب أن نحترمهم ونرد إليهم الفضل في خدمة مملكتنا، لا أن ننتقدهم بسبب وبدون سبب، فهذا ليس من سمات أهل البحرين، ولكن من سمات المأزومين، ظنا منهم أنهم طرف ضعيف لن يكون جريئا ومصرا على الدفاع عن نفسه.
من غير المقبول أن نصف مذيعة عربية أتت للعمل في البحرين بالجهل لأن هذا وصف فيه تجن وفيه عدم موضوعية وشخصنة للأمور بشكل مفزع، فهذه المذيعة عندما أتت لبلدنا تعرضت لاختبارات وتقييمات يجيدها أهل التخصص والخبرة في مجال العمل التلفزيوني، وبالتالي فإن وصفها بالجهل ليس إساءة لها وحدها ولكنه إساءة لمؤسسة الإعلام بكاملها، خاصة أنه ليس هناك ما يجبر القائمين على العمل الإعلامي في البحرين على استقدام من هم دون المستوى.
لا يجب أن ننسى أن إخواننا الإعلاميين العرب قدموا الكثير للبحرين، ليس فقط في مجال الصحافة، ولكن أيضا في مجال الإعلام التلفزيوني والإذاعي، ولابد أن نكون أمناء في تقييمنا لهم، وألا نحاكمهم بسبب موقف شخصي لا علاقة له بالعمل الإعلامي وتقييماته العلمية المحايدة.
من حقنا أن نطالب بتشجيع الكفاءات البحرينية ونعطيها الفرصة، ولكن من باب التقييم العلمي والحرص على النهوض بالتلفزيون البحريني، وليس من باب التجني والظلم والتعامل مع غير البحريني على أنه “طوفة هبيطة” يسهل القفز من فوقها.
ونحن نعرب عن كامل ثقتنا في الشيخ فواز رئيس هيئة الإعلام وفريق العاملين معه، سواء كانوا من أبناء البحرين أو من الإخوة العرب، طالما أنهم يضعون خبراتهم في خدمة مملكتنا.
((زبدة القول))
“إذا وقع ظلم على نفس ما، فإن هذا يسيء لكل أصحاب النفوس العادلة”.