هل إنتصرت مهسا أميني على نظام الملالي؟

هل إنتصرت مهسا أميني على نظام الملالي؟

بثينه خليفه قاسم 

٥ ديسمبر ٢٠٢٢

هل انتصرت مهسا أميني على نظام الملالي؟

مهسا أميني فتاة إيرانية لم تتجاوز الثانية والعشرين من عمرها ولكنها فجأة أصبحت عنوانا لكل وسائل الإعلام في العالم بعد تعرضها للقبض والتعذيب الذي أفضى إلى موتها بأيدي من يسمون بشرطة الأخلاق أو دوريات الإرشاد في إيران. مهسا أميني دخلت التاريخ ربما أكثر من منتخب كرة القدم الإيراني الذي رفض انشاد النشيد الوطني الإيراني خلال إحدى مبارياتهم في كأس العالم احتجاجا على ما يرتكبه النظام الإيراني ضد المتظاهرين.

فبعد شهرين ونصف من الاحتجاجات الغاضبة بسبب مقتل أميني أجبرت الحكومة الإيرانية على التخلي عن شرطة الأخلاق وعلى إعادة النظر في حجاب المرأة المفروض على الإيرانيات منذ عام ١٩٨٣.

نعم انتصرت مهسا أميني على نظام الملالي وتسببت في اجبارهم على التخلي عن مبدأ هام من مبادئ الثورة الإيرانية التي أتت بهم إلى الحكم.

وليس من السهل أن يتخلى النظام الإيراني عن مبادئه بسهولة ولكن خوفه من أن تفلت الأمور من بين يديه، خاصة بعد سقوط عشرات القتلى من المتظاهرين، وخوفه من السقوط التام هو الذي جعله يحاول إنقاذ نفسه مهما كان حجم التنازلات التي سيقدمها.

النائب العام الإيراني ربما حاول تبسيط الأمر فقال أمام مؤتمر صحفي أن شرطة الأخلاق لا علاقة لها بالقضاء وأنها قد ألغيت! وكأن هذه الشرطة كانت تعمل من وراء ظهر الحكومة الإيرانية!

البعض يخشى أن تكون الإجراءات والتنازلات التي يقدمها النظام الإيراني من حماية نفسه والبقاء في الحكم هي مجرد تكتيك مرحلي لكسر موجة الغضب المرتفعة وأنه بعد أن تهدأ الأمور سيعود من جديد إلى سيرته الأولى، ولكنني شخصيا لا أعتقد ذلك، فالنظام الإيراني بدأ يترنح بالفعل وكل قتيل يسقط يدق مسمارا جديدا في نعش نظام الملالي والتخلي عن شرطة الأخلاق واعادة النظر في حجاب المرأة هو في الحقيقة تخل عن سببين من أسباب وجود هذا النظام وشرعيته.