نعم قد آن الأوان لنحمي أبناءنا

نعم قد آن الأوان لنحمي أبناءنا

بثينه خليفه قاسم 

٦ مايو ٢٠٢٣

نعم قد آن الأوان لنحمي أبناءنا

لم تعد المصيبة بالنسبة لتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي قاصرة على مجرد وقوع الشباب والكبار ضحايا للمحتوى الفاسد الموجود على هذه التطبيقات وانصرافهم عن ما يفيدهم ويفيد المجتمع من محتوى ولكن المصيبة تمتد لتأخذ الكثير من الشباب إلى الضياع التام وتفعل بهم ما لا يفعله إدمان المخدرات وتأخذهم نحو الانتحار.

لقد قرأنا مؤخرا عن قصة الفتاة البريطانية ماري التي انتحرت بعد وقوعها ضحية للمحتوى الرديء لأحد تطبيقات السوشيال ميديا. وقد بدأت قصة هذه الفتاة كما يحدث عادة مع ملايين غيرها عندما يقوم الشخص بالاطلاع على مادة مكتوبة أو مادة فيليمية مصورة أو غير ذلك حيث يقوم القائمون على وسائل التواصل الاجتماعي بعدها بإمداده بالمزيد والمزيد من المواد الشبيهة أو التي تتناول نفس الموضوع ويتلقى هاتفه على مدار اليوم عشرات المواد التي قد تضره ولا تنفعه استنادا إلى كونه مهتما بهذا الموضوع.

وهذا هو ما حدث بالضبط للفتاة ماري التي كانت تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما التي كانت حسب ما ورد فتاة هادئة ولكنها أصيبت باكتئاب بسيط كما يحدث للشباب في تلك المرحلة. فبدأت المسكينة بقراءة مادة عن الاكتئاب فقام هذا التطبيق بإمدادها بغيرها وغيرها لدرجة أنها قامت بمشاهدة حوالي ٦٠ فيديو عن الاكتئاب والانتحار خلال الفترة التي سبقت اتخذاها لقرار إنهاء حياتها ودون أن ينتبه أحد من أهلها لما يجري، فهي مثل الملايين من الشباب في غرفتها وفي عالمها الخاص الموجود في هاتفها تأخذ منها ما يحلو لها وتبني قراراتها استنادا لما تراه فيه.

وعلى الرغم من وقوع الكثير من حالات الانتحار من قبل وقوع جرائم قتل لم نسمع بمثلها من قبل وكلها بسبب يتعلق بالانترنت أو السوشيال ميديا أو ألعاب الانترنت، الا أننا وجدنا هذه المرة ما يشفي غليلنا إلى حد ما في هذا الأمر .فقد قامت محكمة بريطانية بإصدار حكم تاريخي شجاع بعد انتحار الفتاة ماري، حيث حكمت المحكمة أن من قتل ماري هو السوشيال ميديا وحملت المسئولية لشركة “ميتا”Meta التي تمتلك الفيسبوك والواتس اب.

ولأول مرة في تاريخ العائلة الحاكمة البريطانية يخرج أمير ملكي هو الأمير وليام ليعلق على هذا الحكم القضائي التاريخي ويقول “لقد ان الأوان لنحمي أبناءنا.

نعم لقد ان الأوان لنحمي أبناءنا ونعرف ماذا يأخذون وماذا يتركون في عالم السوشيال ميديا، فالأبوين ليسا مجرد بنك يصرفان المال لأبنائهما.