نساء المغرب ككل نساء العالم (1 – 2)

نساء المغرب ككل نساء العالم (1 – 2)

من حق نساء المغرب أن يغضبن من محاولات تثبيت صورة نمطية سيئة عن المرأة المغربية، لأن الصور النمطية في الأساس مسألة غير علمية، وتعميم صورة معينة على شعب بأكمله مسألة في منتهى الظلم.
ما يؤكد هذا الكلام أن العرب بشكل عام طالما رسمت لهم صورة نمطية غاية في السوء في الغرب، فقد صور العربي دوما على أنه زير نساء أو مصرف متحرك ووصم بمكونات أخرى سيئة شكلت صورته وأثرت على نظرة شعوب الغرب للعربي حتى الآن، رغم أنها صورة نمطية غاية في الظلم، ليس لأن العرب أنبياء أو مبرؤون من كل عيب، ولكن لأن التعميم والصور النمطية مسألة غير علمية، فليس كل العرب أعضاء في هذه الصورة السيئة لأنهم – كغيرهم من الشعوب – بهم المنحرف وبهم المستقيم، ومنهم العالم والجاهل، ومنهم الداعر ومنهم التقي الورع. ولذلك فالصورة النمطية المرسومة للعرب ومثلها مئات الصور النمطية المرسومة لكثير من الشعوب هي صور غير علمية وقد تكون بعيدة تمامًا عن خصائص شعب من الشعوب.
المرأة المغربية أسيء إليها، أو هكذا شعرت، من خلال عمل درامي عربي قد يدافع عنه كاتبه ومخرجه بأن الدراما هي محاكاة للحياة وللبشر الموجودين في مجتمع معين، ولكن لا يجب أن ينسى من يقول ذلك أن الدراما العربية والسينما العربية طالما صنعت صورة ذهنية مشوهة و خاطئة تماما عن المرأة العربية، فمن يتابع الأفلام المصرية على وجه الخصوص ولا يعرف مصر أو لم يزرها يعتقد أن نساء مصر كلهن مثل بطلات هذه الأفلام التجارية المثيرة العارية، وينسى كل الأشياء الطيبة عن المرأة المصرية. ولقد سمعت حكاية ظريفة جدًا عن سيدة مصرية ذهبت إلى العراق فسألتها إحدى العراقيات عندما تعرفت عليها لأول مرة: أين بدلة الرقص؟؟!!.
فلماذا بنت هذه المرأة تلك الصورة؟ ولماذا اختزلت المرأة المصرية في راقصة تقدم مشهد رقص مثير في فيلم من الأفلام؟ لأن السينما المصرية قدمت المرأة هكذا، ولأن هذه المرأة العراقية لم تر من خلال السينما إلا المرأة التي تستخدم من أجل صنع الإثارة، وهي لا يشغلها بالطبع مسألة رغبة صناع السينما في خلق الإثارة من أجل تسويق الأفلام والحصول على المال من خلال بيعها في الداخل والخارج، على اعتبار أن المرأة هي الوسيلة المضمونة لتحقيق الإثارة.
ولم تكن المرأة هي الوحيدة التي تم تشويهها من خلال السينما المصرية، ولكن كثيرًا ما تم تشويه مدرس اللغة العربية الذي طالما وصم بالتخلف وعدم الفهم في قدراته وفي مظهره، فهل يصدق أحد أن يكون مدرس لغة القرآن على هذه الحالة المذرية؟ وهل يرضى أحد أن ترسخ هذه الصورة النمطية في أذهان الصغار؟
أردت من هذه الأمثلة أن أهدئ من روع أخواتي المغربيات والمسؤولين المغاربة الذين انزعجوا من إظهار المرأة المغربية في عمل فني عربي أو عملين بشكل غير طيب، وأقول لهم أن الجهلاء فقط هم الذين يصدقون أن نساء المغرب كلهن منحرفات أو أن نساء مصر كلهن مثل بطلات الأفلام المثيرة الساعية للكسب بأي ثمن، أو أن مدرس اللغة العربية شبيه بهذا الكائن المشوه المعتوه الذي يعرض في السينما.
وللحديث بقية.