من يحب البحرين يأتي للحوار

من يحب البحرين يأتي للحوار

ما معنى أن يأتي أكثر من 300 ألف مواطن بحريني من جميع فئات الشعب إلى مركز أحمد الفاتح تأييدا لوحدة الوطن ورفضا للفتنة؟ معناه أن البحرين لا تزال بخير وأن البحرينيين قادرون على التعامل مع الأزمات وقادرون على الحفاظ على مملكتهم العزيزة التي عاشوا عليها إخوة متحابين منذ زمن طويل.
لقد هزتنا جميعا هذه الحشود الكبيرة وجعلتنا نشعر بالاطمئنان على مستقبل هذه المملكة، وهزتنا كلمات الشيخ عبداللطيف آل محمود المملوءة بالمسؤولية وبالحب لهذه البلاد، هذه الكلمات التي تعبر عن رؤية بعيدة المدى لما يمكن أن ينتج عن الفرقة والتنازع بين أبناء البحرين.
البحرين ليست كغيرها من البلاد والنزاع لن يؤدي إلا لشيء واحد هو أننا جميعا سنخسر كل شيء وسنضيع ما بنيناه منذ سنوات ولن يستفيد إلا أعداء هذه البلاد الطامعين فيها.
من يحب البحرين ويريد الأمن ويريد المستقبل لأولاده، لابد أن يستمع لنداء العقل، ولابد أن يأتي إلى الحوار الذي دشنه سمو ولي العهد بكل مسؤولية وحب لهذه البلاد، لأن الذي يرفض الحوار يرفض وجود غيره من أبناء هذا البلد، الذي يضع شروط مسبقة للحوار لا يريد خيرا لهذه البلاد.
نستطيع أن نناقش مطالبنا بهدوء ونحن نجلس على مائدة واحدة كأبناء وطن واحد، وطالما أننا جميعا متمسكون بالحكم الشرعي لهذه البلاد وملتفون حول جلالة الملك المفدى، فكل مشكلاتنا يمكن أن تحل بالحوار الهادئ البناء مهما كانت هذه المشكلات ومهما كانت درجة اختلافنا عليها.
نريد إجراء تعديلات دستورية تجعل السلطة بيد الشعب البحريني، لا بأس في هذا، فلنجلس معا ونصوغ هذه التعديلات بما يعود بالنفع على الشعب البحريني مجتمعا، وبما لا يضر بطرف أو يأخذ من طرف ويعطي للآخر، لأن هذا سيفتح بابا واسعا للفرقة ويضر باللحمة الوطنية للبحرين.
أما أن نظل واقفين في دوار اللؤلؤة حتى تتحقق مطالبنا فهذا مسلك لا يعود بالنفع على أحد، لأن مشكلات البحرين تختلف عن مشكلات غيرها من الدول العربية، خاصة مصر وتونس وليبيا، حيث كان الصدام في هذه الدول بين الشعب وبين النظام قائما حول مدى شرعية النظام برمته وليس بسبب بعض المشكلات أو التعديلات الدستورية، وبالتالي ظل المحتجون في الشوارع حتى تمت الاستجابة لمطالبهم، ولكن الوضع لدينا مختلف، لأن آل خليفة الكرام هم أصحاب الحق الشرعي في حكم البلاد وفق نظام ملكي ارتضاه جميع الشعب البحريني، ومن يخرج عن إجماع الشعب البحريني في هذه المسألة فهو خارج على الشرعية وعلى النظام العام للمملكة.
عملية الإصلاح السياسي عملية ديناميكية مستمرة تحدث بالتدريج، والمطالبة بالتغيير ليست عيبا طالما التزمنا بما لا يضر بالمصلحة العامة والتزمنا بالتوافق بين جميع فئات الشعب البحريني.
وطالما صدقت النوايا وتم تقديم الوطن الواحد على ما عداه، فلابد أن ينجح الحوار، ولكن إذا سارت الأمور بشكل آخر فالجميع سيخسر، وسوف نندم في يوم لا ينفع الندم.