مشهد يصفع العالم المتمدين

مشهد يصفع العالم المتمدين

بثينه خليفه قاسم 

14 مايو 2021

مشهد يصفع العالم المتمدين

هل رأى العالم المتمدين وهل رأت منظمات حقوق الإنسان وصحافة أوروبا وأمريكا مشهد الجندي الإسرائيلي وهو يركل الرجل الفلسطيني وهو على سجادة الصلاة؟

هل ستصدر الخارجية الأمريكية بيانا حول الحريات الدينية وحرية العبادة في فلسطين المنكوبة كما تفعل تجاه دول عربية وإسلامية لأسباب أقل شأنا بكثير ؟وهل سيصدر الاتحاد الأوروبي بيانا ناريا حول هذا المشهد المهين ؟

رغم بشاعة الصورة لا أعتقد أن شيئا مما سبق سيحدث، فإهانة مشاعر الملايين من المسلمين لا تعني شيئا للأمم المتمدينة التي تقدس جميع الحقوق ابتداءاً من حقوق الكلاب ووصولا إلى حقوق الشواذ والمثليين. 

أين موقع هذا الرجل المسلم الذي كان على سجادة صلاته أعزل عندما فوجئ بحذاء الجندي الإسرائيلي فوق رقبته ؟

الحقيقة أن هذا المشهد لم يهين المصلي الفلسطيني بقدر ما أهان ذلك العالم المتمدين، فأين أنت يا حمرة الخجل ؟

هذا المشهد يكذب كل ما أنتجه العالم الغربي حول حقوق الإنسان طوال تاريخه ويجعلنا لا نصدق أي شعارات يطلقها هذا العالم بعد اليوم. 

حقوق الإنسان هي شعارات صاغها العالم الغربي للضغط على بعض الدول والتدخل في شئونها والتضييق عليها وابتزازها ولكنها لا تستخدم ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

و برلمانات العالم ومنظماته يمكن أن تجتمع وتشتعل نارا بسبب تقارير مفبركه يعدها بعض الخارجين على القانون في بلاد العرب، ولكنها تصمت صمت القبور أمام مشهد ناطق مثل مشهد الجندي الإسرائيلي وهو يدوس الرجل بحذائه.