مشاهد متناقضة في زمن الكورونا

مشاهد متناقضة في زمن الكورونا


بثينه خليفه قاسم

 17 ابريل2020

 

مشاهد متناقضة في زمن الكورونا

 

مشاهد متناقضة كثيرة رأيناها في قلب هذه المحنة الكورونية التي لم يسبق لها مثيل. مشاهد جعلتنا نهدم الكثير من الصور الذهنية التي اختزناها في أذهاننا منذ زمن بعيد.

 

رأينا شعوبا تخلت عن كثير من المبادئ الإنسانية وبدأت تنظر للبعض باحتقار وتعالي ،ورأينا دولا من دول العالم المتمدين تسطو على حمولات الكمامات والأجهزة الطبية المرسلة إلى غيرها من الدول وتستولي عليها وتقول نفسي نفسي !

 

في الوقت الذي كان فيه البعض في فرنسا وبريطانيا يتصرفون بنوع من العنصرية تجاه شعوب أفريقيا وآسيا .

 

في مقالها بصحيفة الغارديان البريطانية كتبت نسرين مالك البريطانية من أصل سوداني أنه بعد أن تنتهي أزمة كورونا التي تمر بها بريطانيا وغيرها، سوف يعرف الجميع أن المهاجرين لم يكونوا سببا لاستنزاف الخدمة الوطنية ولكنهم كانوا سببا لتدعيمها .

 

رأينا العنصرية واضحة وضوح الشمس في حديث البعض في لندن وفي باريس عن الأفارقة والآسيويين، وسمعنا من يدعو إلى إجراء تجارب حول كورونا على الشعوب الإفريقية وكأن الأفارقة فئران تجارب للعالم المتمدين.

 

سمعنا من يقول أن المهاجرين قد استنزفوا إمكانيات الخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا. ولكننا في المقابل رأينا أطباء عرب مسلمين يموتون وهم في مقدمة الصفوف يصلون الليل بالنهار وهم يعالجون مرضى كورونا في لندن وباريس وروما وبرلين ونيويورك .

 

رأينا الدكتور عادل الطيار والدكتور أمجد الحوراني السودانيين اللذين رحلا وهما يحاربان في لندن .وفي نفس المدينة رأينا الطبيب المصري الدكتور سامي شوشة يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد إصابته بكورونا وهو يعالج المرضى دون أن يجد لنفسه جهاز تنفس صناعي يوضع عليه .

 

لقد وصل عدد الأطباء العرب والمسلمين والأفارقة الذين قضوا نحبهم وهم يحاربون الفيروس في الصفوف الأمامية في بريطانيا إلى تسعة أطباء ،وهذا معناه أنهم يتقدمون الصفوف في الوقت الذي يجلس فيه آخرون في مواقع أكثر أمانا ،فإلى متى ستبقى العنصرية ويبقى التمييز؟