مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية

مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية

تعتبر إصدارات مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية مراجع ثمينة لأهل السياسة والصحافة والدبلوماسيين والباحثين والمهتمين بشؤون البحرين بشكل عام، لما تتمتع به هذه الإصدارات من عمق وتدقيق علمي وجهد واضح لفريق الباحثين في هذا المركز.
ومن أهم الإصدارات السنوية لهذا المركز “كتاب البحرين السنوي” الذي يعد مرآة تعكس كل صغيرة وكبيرة تحدث في البحرين على مدار العام، وذلك بفضل اعتماد المركز على فريق من الباحثين الأكفاء يقوم بمتابعة وتدوين وتحليل كل ما يقع على أرض البحرين بالأسلوب العلمي الذي لا يقبل التشكيك.
وعلى رأس هذا الفريق البحثي يأتي الدكتور عمر الحسن، صاحب الخبرة التراكمية الطويلة في مجال البحث، الذي جعل هذا المركز بمثابة خلية نحل لا تهدأ.
قبل أيام تلقيت الإصدار السنوي السابع من “كتاب البحرين السنوي” ووجدت فيه كل ما يعين الباحث في العديد من فروع العلم، ابتداء من الحراك السياسي والديمقراطي في المملكة ووصولا إلى ملف المرأة البحرينية وما حققته وما تحقق لها من إنجازات خلال الفترة الماضية.
وتأتي أهمية هذا الإصدار لكونه صدر بعد عقد من تولي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم والانجازات التي تحققت خلال عهد جلالته الميمون.
وقد حرص هذا الإصدار المهم في فصوله الثمانية على تسجيل وتحليل ملامح تطور مسيرة البحرين التنموية داخليا وخارجيا. واشتمل كل فصل من فصول الكتاب على تحليل موثق بالبيانات والإحصاءات الدقيقة والتاريخ لما يقع من أحداث وفعاليات في المجال الذي يتناوله كل فصل.
وكالعادة، احتلت السياسة الخارجية البحرينية الفصل الأول من فصول الكتاب، حيث قدم لنا فريق البحث جرعة مركزة من التحليل للتحرك الدبلوماسي البحريني على كافة الأصعدة وما حققه هذا التحرك من إنجازات على مدار العام، ابتداء من الدائرة الخليجية وما أنتجه هذا التحرك من دعم لكل القضايا الخاصة بدول مجلس التعاون الخليجي، ثم الدائرة العربية حيث لعبت البحرين دورا فاعلا ومتوازنا تجاه كل القضايا العربية، وكان لها حضور دائم ومؤثر في كل الملتقيات العربية. ثم على المستوى العالمي يجمل لنا الكتاب التحرك الدبلوماسي البحريني الواعي الذي حقق للمملكة الاحترام لدى القوى الكبرى على مستوى العالم، وبخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وكذلك الدول الآسيوية الكبيرة كالصين واليابان.
ثم انتقل الكتاب إلى الحراك السياسي والتطور الديمقراطي في البحرين، من خلال متابعة وتحليل أداء البرلمان البحريني بغرفتيه “النواب” و”الشورى” والدور الذي يلعبه في دفع قضايا الإصلاح السياسي والاجتماعي في المملكة.
كما قدم الكتاب رصدا دقيقا لتطور الإعلام وحرية الرأي في المملكة، تلك الحرية التي اتضحت من خلال الفعاليات والملتقيات العامة والندوات والمحاضرات، وكل أشكال التعبير عن الرأي، بما فيها الاعتصامات والإضرابات والاحتجاجات والمسيرات السلمية. كما أوضح الكتاب في هذا السياق مدى حرص المملكة على دعم الصحافة وتعظيم دورها كأداة رقابية مهمة على عمل الأجهزة الحكومية. كما تناول الكتاب تطور أداء التلفزيون البحريني والنهضة التي تحققت فيه خلال الفترة الماضية.
ولم يغب عن الكتاب بطبيعة الحال أن يعرض لما حققه الأمن الوطني في البحرين من إنجازات كانت بمثابة رمانة الميزان لكافة النجاحات التي تحققت في المجالات الأخرى، خاصة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وعرض الكتاب للاستراتيجيات الفعالة التي تبنتها المملكة في مجال التصدي للإرهاب والمخدرات والفساد والكوارث، مع استعراض التطورات الاقتصادية وكيفية التعامل مع تبعات الأزمة المالية التي أصابت العالم، إلى جانب التطور في مجال التعليم وتنمية المرأة.
فشكرا لفريق الباحثين في المركز وفي مقدمتهم الدكتور عمر الحسن على هذا الإصدار الشامل.