مبادرة خادم الحرمين حول العراق

مبادرة خادم الحرمين حول العراق

لماذا هذا الجدل العراقي حول المبادرة الكريمة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لجمع الشمل العراقي؟ ألا تكفي كل هذه الأشهر التي مضت لكي تنتهي أزمة تشكيل الحكومة العراقية؟لماذا يصر السيد نوري المالكي وفريقه على رفض المبادرة السعودية منذ البداية، رغم ان السعودية سوف تكون على مسافة واحدة من جميع الأطراف ولن تتدخل أو تمارس ضغوطا على أي طرف من الأطراف،ورغم أن المبادرة لا تتضمن ما يعكر صفو طرف أو آخر.
ما يريده خادم الحرمين الشريفين هو توفير الأجواء المناسبة لحوار بناء بين جميع الفرقاء ومساعدتهم على الوصول إلى اتفاق بعد أشهر طويلة من الجدل والشقاق.
وإذا كانت الجامعة العربية قد تبنت المبادرة السعودية، فماذا يريد السيد المالكي ومن اتخذوا نفس موقفه؟ لا تفسير لهذا الموقف سوى ان السيد المالكي لا يريد أي دور عربي في العراق، على الرغم من أن نجاة العراق تكمن في عودتها للعرب.
ما الذي لدى المالكي بعد كل هذه الفضائح والجرائم التي نشرت وعرفها العالم كله عن الجرائم التي ارتكبت في وجوده وبمعرفته ضد العراقيين؟
ماذا بعد أن قام الحرس الثوري الإيراني بمئات من عمليات الاغتيال لعلماء من السنة في العراق، وبعد مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة مصنوعة في إيران، وبعد أن أظهرت الوثائق أن نوري المالكي – إلى جانب رئاسته لوزراء العراق – يرأس عصابات لقتل السنة والعلماء السنة والضباط السنة. وبعد أربعمئة ألف وثيقة سرية تكشف جرائم حرب في العراق، بعد كل هذه الفضائح لا يزال السيد المالكي موجودا ويصر على البقاء على الساحة العراقية التي دفعت ثمنا باهظا في عهده هو ومن جاء معه بعد احتلال العراق الجريح؟
لو أن كل وثيقة كشفت فضيحة واحدة أو جريمة حرب واحدة، لكان ذلك كافيا لمحاكمة المئات من الخونة الذين أتوا على أظهر دبابات الاحتلال.
إن ما حدث للشعب العراقي منذ الاحتلال حتى الآن لم يحدث في العراق على مدى تاريخه، إلا عند غزو التتار لبغداد.
ولو قارنا بين ما جرى للعراقيين في عهد صدام حسين وعهد الذين أتوا بعده، لقلنا ان نار صدام حسين ولا جنة الذين أتوا بعده، ولقلنا ان ديكتاتورا واحدا أفضل بكثيرمن مئات العملاء!
لو كانت المبادرة السعودية تحتوي على بنود لا يرتضيها المالكي وجماعته، كان من الممكن مناقشة هذه البنود والعمل على تعديلها، ولكنهم رفضوا هذه المبادرة منذ اللحظة الأولى، ولمجرد أنها مبادرة سعودية،وهذا يؤكد أن قرار هؤلاء مرتهن بموافقة جهات أخرى خارجية، تدعمهم وتساعدهم في أداء الأدوار التي تتفق مع مصالحهم، وهي مصالح لا تتحقق في ظل أي وجود عربي في العراق، وسوف يتضح ذلك بعد زيارة عمرو موسى لبغداد خلال عيد الأضحى.