ماذا حدث في اليونسكو؟

ماذا حدث في اليونسكو؟

 

17 أكتوبر 2017

 

ماذا حدث في اليونسكو؟

 

لقد دونت هذه الكلمات المتواضعة من قبل أن تنتهي انتخابات اختيار المدير العام لليونسكو،وبالتالي فإن ما أسجله هنا لا علاقة له بمن الذي فاز بالمنصب أو من الذي ينبغي أن يفوز.

 

وفي البداية نذكر أن اليونسكو هي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة،ولكن ما حدث خلال انتخابات المدير العام لهذه المنظمة لا يمت بصلة للتربية ولا للعلوم ولا الثقافة.

ما حدث سوف يهز صورة هذه المنظمة وسوف يبقى وصمة عار في وجه المجتمع الدولي إلى الأبد.

 

من حق كل دولة عضو في المنظمة أن ترشح من أبنائها من يكون على رأس هذه المنظمة،طالما أن هذه الدولة لها تاريخ في خدمة الثقافة العالمية والمحافظة على التراث الإنساني والبعد عن الإرهاب وعن تخريب هذا التراث،وطالما أن المرشح الذي ستقدمه شخصية لها وزنها واحترامها وله من المعرفة والفهم للثقافة العالمية ما يشرف هذه الدولة ويرفع من شأنها أمام العالم كله.

 

ولكن ما حدث خلال عملية حشد أصوات الدول الأعضاء كان شيئا لا يمت للاحترام بأي صلة ولا يمت لدور هذه المنظمة بأي صلة.

دولة عربية يعرف العالم كله أنها تمول الإرهاب وتساهم في هدم التراث العالمي تحصل في المرحلة الأولى من الانتخابات على أكبر عدد من الأصوات،فكيف حدث هذا؟ وأي دور وأي تاريخ في خدمة الثقافة العالمية جعل هؤلاء يمنحون أصواتهم لمرشح دولة الارهاب؟

العالم كله عرف أن مندوبي ثلاث عشرة دولة،من بينهم مندوبا دولتين عربيتين،قد تم دعوتهم لتناول الطعام في المطعم الموجود على بعد خطوات من من مقر اليونسكو في باريس،وتم رشوتهم من قبل مرشح الدولة الارهابية،بل وقام عشرة منهم على وجه السرعة بزيارة عاصمة هذه الدولة لتلقي العطايا السخية من أمير الارهاب؟فما هذا العالم الذي كان يسمى قديما بالعالم المتمدين؟ وهل وصل كل شيء في هذا العالم إلى هذا الحد من الانحطاط؟

 

على كل حال فهذا الذي حدث يؤكد على حقائق معينة حول الدور الذي تقوم به بعض الدول في إدارة شئون السياسة العالمية في هذه السنين السود،ويعطي دليلا جديدا على أن أمير دولة الإرهاب قد ارتضى لدولته أن تمارس دور القوادة السياسية في هذا العالم الذي ضاعت فيه القيم والأخلاق.

 

نحن لا نشعر بالصدمة ولا الاندهاش،فالدولة التي ارتضت لنفسها أن تكون حصان طروادة الذي يستخدمونه لخراب الأمة التي تنتمي إليها ،من السهل،بل من المؤكد أن تستخدم كمطية للدول الكبرى على طريق منع مرشح دولة عربية أخرى من الوصول للكرسي.