لماذا يكرهون الوطن؟

لماذا يكرهون الوطن؟

لماذا يشوهون كل معاني الوطنية لدى شباب هذا البلد الآمن؟ ولماذا يقومون عن عمد بإزالة الفرق بين الحرية والفوضى ويقومون بالعبث بعقول الشباب ويزرعون فيها بذور الهدم والكراهية ويتعاملون مع الوطن بنكران لم يسبق له مثيل؟
اعتقدوا أن المساحة الواسعة التي نالتها حرية الرأي والعمل السياسي في عهد جلالة الملك حمد بن عيسى تعني التهاون الأمني مع المخربين وخفافيش الظلام وتعني السماح للزعران والمجرمين والخونة بتنفيذ مخططاتهم ضد هذا البلد الذي ينعم بالأمن والأمان.
هم لا يريدون شيئا مما يطنطنون به ليل نهار، لا يريدون ديمقراطية ولا مساواة ولا يريدون عدلا، ولكنهم يريدون شيئا آخر، يريدون بحرينا أخرى غير البحرين التي ارتضيناها وأحببناها، يريدون شيئا لن يكون مهما خططوا ورسموا ومهما لجؤوا للقريب والبعيد.
كذبوا كثيرا حتى أصبحوا يصدقون كذبهم مع مرور الزمن، ولكن هيهات هيهات أن تنطلي أكاذيبهم على المخلصين العقلاء من أبناء هذا البلد.
أرادت القيادة مرارا أن تعطيهم أعظم الدروس في التسامح وفي المواطنة، ولكنهم لم يستوعبوا الدرس كما ينبغي ومضوا في غيهم.
على مدى عامين تقريبا قامت الأجهزة الأمنية بتعرية خططهم وتوجيه ضربات موجعة لهم وكشف مصادر تمويلهم وسعيهم للإساءة للوطن لدى منظمات مشبوهة، ولكن رغم ذلك مضوا في ضلالهم منتشين بالتغطية التي تحاول عبثا أن توفرها لهم مجموعات من البشر تؤمن بخططهم المشبوهة وتسمي نفسها بجمعيات حقوق الإنسان، رغم أنها جمعيات طائفية لا تتحدث إلا عن فئة واحدة وتكرر آراء وقناعات بعض المتطرفين.
لماذا يكرهون الوطن؟ ولماذا يواصلون العنف والإرهاب، رغم اليقظة الكبيرة والنجاح الباهر لجهاز الأمن الوطني في التصدي لمخططاتهم وخيانتهم؟
الإجابة عن كل الأسئلة السابقة أصبحت واضحة جدا بعد الكلمة الشافية التي وجهها جلالة الملك حمد بن عيسى للشعب البحريني، حيث بين جلالته أن الإرهاب لا يبدأ بمرحلة الانخراط ضمن الجماعات الإرهابية والمشاركة في تنفيذ أهدافها والمشاركة في محاولات حرق الوطن، ولكن الإرهاب يبدأ قبل ذلك بكثير. الإرهاب يبدأ بالدروس والقناعات التي نزرعها في أذهان أطفالنا منذ نعومة أظفارهم، تلك الدروس التي تجعلهم مؤهلين عند كل مراحل حياتهم لطعن الوطن، حيث يصبح الوطن لديهم بلا معنى على أيدي أساتذتهم الأولين.
جلالة الملك حمد أشار ببراعة إلى موضع الألم وبين أن كثيرين ممن يرتدون عباءة الدين ويتبوءون منزلة الوعظ والإرشاد قد أساؤوا للوطن على عكس ما هو منوط بهم من ضرورة درء للفتنة ونشر للوئام بين الناس.
وبناء عليه تصبح مهمة مكافحة الإرهاب والقضاء على خفافيش الظلام مهمة الكثير من أبناء البحرين وليست مهمة رجال الأمن وحدهم، فلابد من تجفيف منابع الإرهاب منذ البداية. وهذا يتطلب أن يعاد النظر في مسألة اختيار من يتولون التوجيه الفكري لأطفال وشباب البحرين، فمنابر الدين لا يجب أن تكون بمثابة جزر منعزلة تفعل ما تشاء وتزرع المفاهيم الهدامة والكراهية بين أبناء الشعب الواحد.
من حق الشيخ أن يدرس من مذاهب الدين ما يريد، ولكن ليس من حقه أن يدرس الكراهية ويبذر بذور العنف والإرهاب، وليس من حق إمام المسجد أن يهدم في خطبة واحدة كل ما يتعلمه الطالب في مدرسته من مناهج تبين له معنى الوطن والوطنية.