كم هو مسكين إنسان هذا العصر

كم هو مسكين إنسان هذا العصر

بثينه خليفه قاسم

21 مايو 2020

 

 

كم هو مسكين انسان هذا العصر

 

في عصر كورونا أصبح الإنسان في مأساة حقيقية بسبب ما يتعرض له على مدار الساعة من رسائل متناقضة أثرت على قواه العقلية والنفسية وجعلت غالبية الناس يقولون أنه لا ملجأ ولا منجي إلا من الله في ظل الكرب العظيم الذي يعيشه الجميع.

 

حتى هذه اللحظة ورغم كل ما يذاع عن تفشي الوباء وأعداد الوفيات اليومية تجد غالبية الناس يهرعون إلى قراءة ما يبثه الإعلام الجديد عن أن كورونا مؤامرة وأنه لا يوجد كورونا  من الأصل وأن هناك حربا اقتصادية تدور رحاها وأن هذه الحرب تستهدف إسقاط دول معينة والقضاء على اقتصادياتها.

 

لقد وصلت الغالبية من البشر إلى حافة الجنون بسبب ما يصب فوق رؤوسنا من رسائل كل يوم. يكفيك أن تقرأ أن أمريكا على وشك إنتاج لقاح وأن الصين اقتربت من إنتاج دواء ثم تعود لتقرأ عن مؤامرة بيل جيتس والسعي لاستعباد البشر  عن طريق تركيب شرائح تحت جلدهم تجعله يتحكم فيهم يحميهم ان أراد ويقتلهم ان أراد.

 

 

ويكفيك بين هذا وذاك أن تتلقى شيئا رابعا على هاتفك الجوال يحدثك عن شيء ينسف كل هذا، ولتتأمل هذه الرسالة التي تناقلها الناس على هواتفهم قبل أيام قليلة لكي تعرف حجم مأساة بني البشر هذه الأيام .

 

ولأنها رسالة طويلة جدا فقد قررت أن أقوم بتقديم ملخص لها مع الاحتفاظ بها لمن لم تصل إليه على هاتفه .

 

الرسالة تقول أن مركز أبحاث الشمال في دولة السودان قد قام بنسف كل ما أذاعته الصين وأمريكا وغيرهما من الدول والجامعات ومراكز البحوث حول إصابة فيروس كورونا للرئة وطالب بمقاضاة أمريكا والصين بسبب إخفائهما للحقائق .

 

والحقائق التي يقصدها المركز هنا هي أن الفيروس يصيب كرات الدم الحمراء ويضر بالهيموغلوبين ويجعل هذه الكرات غير قادرة على حمل الأكسجين إلى الجسم وغير قادرة على تخليص الجسم من ثاني أكسيد الكربون وبالتالي تحدث الأزمة وبناء عليه فإن العلاج الناجع هو علاج كرات الدم الحمراء باستخدام أقراص الفوليك أسيد والحديد عموما .

 

وبناءا عليه طبقا لهذه الرسالة أيضا تنتفي الحاجة إلى أجهزة التنفس الصناعي التي هي خزعبلات لا قيمة لها طبقا أبحاث الشمال .ماذا يحدث لعقل انسان به ما به من خوف وذعر يتلقى كل هذه الرسائل في يوم واحد .

 

– ملاحظة : ربما يخرج علينا مركز أبحاث الشمال بعد أيام لينفي هذا الكلام أو يصححه وربما لا يكون هناك مركز أبحاث بهذا الاسم من الأساس ،ولكن ما اردناه هو التدليل فقط على أسباب حالة الحيرة والتشتت التي أصابت العقول في زمن كورونا.