قناة “العالم” وأهدافها في الخليج العربي

قناة “العالم” وأهدافها في الخليج العربي

لا مجال للشك أن قناة “العالم” الفضائية ذات التوجه والتمويل الإيراني، هي أداة من أدوات السياسة الإيرانية في المنطقة العربية بشكل عام وفي الخليج العربي بشكل خاص، كلما اقتربنا من نسيان موقف إيراني مسيء، من نوعية التصريحات العنترية لشريعتمداري وما بعدها وما قبلها، بادرتنا هذه القناة ذات الأهداف الواضحة بإساءة جديدة للبحرين.
وعلى الرغم من أن الإيرانيين يعتبرون كل نقد لحكومتهم تدخلا في شؤونهم الداخلية، إلا أنهم لا يراعون ذلك في علاقاتهم مع جيرانهم.
فعندما علق البعض في البحرين على ما جرى في إيران إبان الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وما صاحبها من أحداث رآها العالم كله، وانتهاكات لحقوق الإنسان تناقلها العالم كله – رغم الحظر الإيراني – على شبكة الإنترنت، قامت الدنيا ولم تقعد بسبب مقالة نشرت في صحيفة بحرينية واعتبرت من قبل إيران تدخلا في شؤونها الداخلية.
ولو قام أحد بالحديث عن التنكيل الذي يحل بالمواطنين الإيرانيين من قبل السلطات الإيرانية، لغضب الإيرانيون واعتبروا ذلك تدخلا سافرا في شؤونهم.
ولو أن التلفزيون البحريني تبنى تغطية خاصة لإعدام عبد الملك ريغي الزعيم السني قائد جماعة جند الله التي تحارب من أجل حقوق السنة في إيران، وقام بتوجيه أسئلة لجماعة جند الله الذين قتل زعيمهم، أو الذي قالت السلطات الإيرانية أنها أعدمته، لاعتبرت إيران ذلك تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية خاصة إذا ما تم التركيز على ما أعلنه أنصار “ريغي” من أنه مات من التعذيب ولم يعدم!.
ما تقوم به قناة العالم ذات التوجه الإيراني ذكرني بتحذيرات لم أشأ أن أكتب عنها في حينها، ومن بينها ما صدر عن العلماء المشاركين في الملتقى الدولي لخريجي الأزهر الشريف الذي عقد في مايو الماضي، من أن هناك مخططات إيرانية لنشر المذهب الشيعي في مصر والدول العربية. حيث قال وزير الأوقاف المغربي السابق ومدير عام وكالة بيت المقدس الدكتور عبدالكبير العلوى، فى كلمته ضمن فعاليات الملتقى الذي عقد في التاسع من مايو الماضي إن إيران تجند إمكانياتها المادية والبشرية لنشر المذهب الشيعي في الدول العربية وبلدان أهل السنة والجماعة، باعتباره وجهًا من وجوه تصدير الثورة الإيرانية. وفي يونيو الماضي أيضا قال أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالأزهر الدكتور محمد الشحات الجندي إن إيران تسعى جاهدة وبكل قوة لتصدير المذهب الشيعي إلى مصر والدول العربية لنشر مذهبها في المنطقة.
ومع كل الاحترام لكل أصحاب المذهب الشيعي، ولكل صاحب عقيدة أو مذهب في هذا الكون، ومع التأكيد على وطنية وإخلاص شيعة البحرين، فإننا نرفض أن يكون المذهب – أي مذهب – أداة للتدخل والتحريض من قبل أي دولة.
عندما تقوم القناة الإيرانية المذكورة بالتدخل في موضوع حساس بالنسبة لأهل البحرين مثل موضوع “التجنيس” فإنها بكل تأكيد تسعى إلى التحريض وبث الفرقة وتعلن على الملأ أنها تقسم الشعب البحريني وتنحاز لجماعة منه.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها القناة الإيرانية باستغلال أصحاب المرجعيات غير الوطنية واستغلال بعض المفلسين سياسيا الممسكين بذيل إحدى الجمعيات رغبة في الوصول إلى البرلمان.