في زمن الكورونا.. المآسي درجات

في زمن الكورونا.. المآسي درجات

بثينه خليفه قاسم

21 ابريل 2020

 

في زمن الكورونا ..المآسي درجات

 

لقد خلق فيروس كورونا ملايين المآسي في كل أنحاء هذا الكوكب المنكوب ،فكل شخص له مأساته الخاصة التي قد يفصح عنها أو يجعلها في داخله وهو ما جعلنا نقرأ عن تزايد حالات الاكتئاب والجنون في العالم.

 

مليون حكاية وحكاية يمكننا أن نسمعها كل يوم، آلاف الأحلام قد تأجلت وآلاف الأحلام قد ماتت .مأساتك قد تبدو شيئا تافها في نظر غيرك ومأساة غيرك ليست شيئا في نظرك ،ولكن لا يعرف الوجع إلا من يشعر به ،فالسيدة التي كانت تستعد لركوب الطائرة في رحلة الأحلام والاستجمام في مكان بعيد تألمت وندبت حظها الذي دمره كورونا،والسيدة الريفية التي عجزت عن بيع بيض دجاجها بسبب إغلاق كورونا هي أيضا تتألم وتعاني .

 

خلال جولتي اليومية في الصحف البريطانية التي أبحث فيها عن جديد حول دراما كورونا، مررت سريعا على قصص البطالة والدمار الاقتصادي وفقدان الملايين حول العالم لوظائفهم وموت الألاف من الذين لا يملكون تأمينا صحيا ،ولم أتوقف كثيرا عند هذه القصص، ليس لعدم أهميتها   ،ولكن لكونها أصبحت مألوفة وكثيرة وأصبحت اتعايش معها كما أتعايش مع الأرقام المرعبة لعدد وفيات كورونا حول العالم.

 

 

ولكنني توقفت فجأة عند مأساة من نوع آخر، وأعترف أنها أضحكتني في بداية الأمر عندما قرأت عنوانها في جريدة الغارديان، ولكنني عندما مضيت في قراءتها أدركت أنها مأساة من المآسي التي صنعها كورونا.

 

أنها مأساة النساء البريطانيات التي ضاع حلمهن في الحمل وإنجاب طفل يحقق لهن حلم الأمومة والأسرة.

 

وتتلخص مأساة هؤلاء النسوة في كونهن كن على وشك إجراء عملية تلقيح صناعي في العيادات المخصصة لذلك، ولكن هذه العيادات قد أغلقت ضمن إجراءات مكافحة الفيروس في بريطانيا.

 

ليس السبب في ضياع حلم هؤلاء هو مجرد الاغلاق، فمن الممكن أن يقمن بإجراء هذه العملية بعد عودة الحياة لطبيعتها ،ولكن للأسف عندما تعود الحياة لطبيعتها سيكون الكثير منهن قد وصلن لسن الأربعين أو تخطين هذا السن و بالتالي تقل حيوية البويضات أو يقل إنتاجها وبالتالي تكون نهاية حلم الأمومة لدى الكثير منهن .

 

قصة سيراها الكثيرون لا شيء ضمن مآسي حرب كورونا ،ولكنها مأساة إنسانية وحلم يموت وألم لا علاج له بالنسبة لهؤلاء.