عيسى هجرس 2-2

عيسى هجرس 2-2

بثينه خليفه قاسم 

٢٧ يناير ٢٠٢٣

عيسى هجرس ٢-٢

( سرايات عيسى هجرس)

كان لي الشرف أن حضرت تدشين كتاب الأستاذ القدير عيسى هجرس “السرايات “الذي جرى بنادي ضباط قوة الدفاع بسترة وسط حشد من المثقفين وعشاق هجرس الذين لم يستمتعوا فقط بمضمون هذه السرايات والفقرات التي قدمت ولكنهم استمتعوا أيضا بتقديمه البديع لها وتقديمه لنفسه بهذا الشكل البديع، فمن نعم الله على الإنسان أن يكون لديه القدرة على تقديم مادته وتقديم نفسه تقديما إبداعيا يجعل من هذا التقديم ذاته مادة أدبية ممتعة ونصا يجب الاحتفاظ به.

سرايات عيسى هجرس هي عبارة عن خواطر أدبية كتبت كخلاصات أو حكم مركزة موجزة ، بمفردات شعرية جميلة واعتمدت على المجاز والصور التي تترك القارئ ليتبنى فهمه الخاص لهذه السرايات٠

وقد ذكرتني سرايات عيسى بالحكمة القائلة: لا يكون المرء شاعرا إلا إذا ألقت عليه الهموم بما لا يطيق، أو إذا وقع في حب امرأة حسناء.

حيث قال هجرس في مقدمه سراياته: “لقد تعلمت وأنا أطوف الزمن مسكونا بالسرايات أن الإبداع قد يكون قطرة عسل يتبرع بها رحيق الزهور أو قطرة دم نضح بها جرح غائر.. وأدركت معنى الاختزال والتكيف في البلاغة وكيف تجمع الشمس في بؤرة ضوء وكيف يوضع عمق البحر في قطرة ماء”

ومضى عيسى هجرس على هذا النحو في سراياته البديعة متأثرا بمهنته الخاصة بالطيران معتبرا هذه السرايات بمثابة محاولته الأولى للطيران في سماء ملبدة بالمطبات الأدبية والبحث عن هبوط آمن في مدرج مفخخ بألغام النقد.

وأردف : “ان السرايات كانت لي سفرا في عقود السنين بحثا عن خبيئة الحكمة وهرولة المغامر اللاهث وراء شرانق الحرير…هذا الكتاب لم يكن قط جلسة تأليف ولكنه املاءات عفوية تلفظت بها لغة الأحداث والظواهر…”. 

وأترككم لتكملوا قراءة “سرايات” عيسى هجرس  من الكتاب ذاته فهو بحق جدير بالقراءة لمن يريد أن يستمتع بمحتواه الجميل.