عودة الإسلاموفوبيا

عودة الإسلاموفوبيا

مع احتفال المسلمين في أنحاء العالم بعيد الفطر المبارك، أعلنت كنيسة أمريكية في فلوريدا تنظيم حملة أطلقت عليها «اليوم العالمي لحرق المصحف»، وأعلنت الكنيسة ذاتها أن منظمة مسيحية مسلحة ستتولى حماية الكنيسة من الخارج أثناء تنفيذ هذا العمل الحقير الذي يتزامن مع ذكرى الحادي عشر من سبتمبر.
فعلى الرغم من مرور تسع سنوات على أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وما قيل عن هذه الأحداث من تفسيرات وتحليلات، إلا أن هذا العمل الدنيء من مؤسسة دينية مسيحية يؤكد أن الآلة الإعلامية الأمريكية ما زالت تعمل على أشدها في تشويه الإسلام والمسلمين وتخلط عن عمد – وليس عن جهل – بين الإسلام والإرهاب، ويبين أن ما يعلنه الرئيس الأمريكي عن الإسلام والمسلمين هي تصريحات بروتوكولية موجهة للخارج يطلقها أمام وسائل الإعلام للتأثير على مشاعر المسلمين ولكن لا فعل لها على مستوى الداخل الأمريكي، فالإدارة الأمريكية وساسة أمريكا لم يقوموا بما يكفي لمواجهة حملة الإسلاموفوبيا المتصاعدة في الولايات المتحدة والدليل على ذلك وقوع العديد من الأحداث ذات الدلالة خلال الفترة الماضية، فقد تعرض سائق سيارة أجرة مسلم للطعن فى رقبته فى مدينة نيويورك بالقرب من مكان مقترح لبناء مسجد ومركز إسلامي، وقالت الأخبار إن هذا المتهم أدار حوارا مع ضحيته المسلم قبل أن ينفذ جريمته وسأله عددا من الأسئلة ليتأكد أنه مسلم وأنه يصوم رمضان.
وفي ولاية كاليفورنيا، شوه مجهولون جدران مسجد بعبارات مسيئة للإسلام بسبب مشروع المسجد المقترح بناؤه في نيويورك، وكتبوا على جدران المسجد «لا نريد معبداً لرب الإرهاب في جراوند زيرو»، و»استيقظي يا أمريكا.. العدو هنا»، وذلك حسب ما ذكره مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية الذي دعا الإدارة الأمريكية إلى تحرك عملي لمواجهة هذه الحملة الشرسة على الإسلام.
ثلاثة أحداث لها دلالة كبيرة، فطعن سائق مسلم في نيويورك، وتدنيس مسجد في كاليفورنيا، وقيام ميليشيا مسلحة بحماية مراسم «حرق المصحف» بوساطة مؤسسة دينية مسيجية يبين أن كراهية الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة قد بلغت مداها، ويبين أن هناك تقصيرا كبيرا من الإدارة الأمريكية في مواجهة هذه الكراهية المتزايدة.
فأين الولايات المتحدة من قوانين حقوق الإنسان التي ترفض التمييز بسبب الدين أو العرق؟ وأين الولايات المتحدة من قرارات الأمم المتحدة التي تمنع ازدراء الأديان؟ والأهم من ذلك أيضا، أين الموقف العربي والإسلامي من هذه الأحداث؟
إذا كانت الولايات المتحدة وغيرها من دول الغرب تتدخل في كل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق بالحريات الدينية في العالمين العربي والإسلامي، فلماذا لا يكون هناك تحرك رسمي من قبل الحكومات الإسلامية للضغط على الولايات المتحدة لتقوم بما يجب القيام به نحو احترام الإسلام والمسلمين؟
إن مجرد الرفض والاستنكار الذي عبر عنه مسؤولون عرب أو مسلمون لفعلة هذا القس الأخرق الذي أفتى بجعل يوم الحادي عشر من سبتمبر يوما عالميا لحرق المصحف هو موقف لؤا يكفي على الإطلاق.