زيارة السلطان قابوس للبحرين

زيارة السلطان قابوس للبحرين

لا شك أن زيارة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الشقيقة لمملكة البحرين ولقاءه أخاه جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة لها أهميتها ورمزيتها في هذه المرحلة. فعلى الرغم من أن دولنا الخليجية تجمع بينها علاقات خاصة واستثنائية على مستوى القادة والشعوب، وعلى الرغم من وجود تجمع خليجي هو مجلس التعاون الخليجي الذي يلتقي القادة الخليجيون تحت مظلته كل عام، إلا أن الزيارات المتبادلة بين القادة يبقى لها رونقها وأهميتها في ترطيب العلاقات الثنائية بين دول الخليج العربية الشقيقة التي تحتاج من وقت لاخر إلى اللمسات الطيبة وتحتاج إلى التوثيق من خلال هذه الزيارات المتبادلة.
فمرحبا بجلالة السلطان قابوس بن سعيد الذي حل ضيفًا على أخيه جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة وعلى الشعب البحريني.
السلطان قابوس هو صاحب نهضة عمان الحديثة في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وهو رجل يعمل في صمت من أجل تقدم بلاده التي تغيرت بالفعل من حال إلى حال في عهده.
وكلما ذكر اسم السلطان قابوس تذكرنا مقولته الشهيرة التي ترددت في أماكن كثيرة من العالم، وهي: “سنعلم أبناءنا ولو تحت ظل الشجرة”، فهي جملة قصيرة ولكنها محملة بالمعاني الكبيرة، لأنها تلخص فكر ورؤية واستراتيجية قائد عظيم يحب بلاده ويضع الأمور في نصابها الصحيح. فالتعليم هو أساس تقدم الأمم، إذا صلح التعليم صلحت كل شؤون الأمة، وإذا فسد التعليم فلا تنتظر نجاحا أو تقدما في أي مجال من المجالات.
ومن المؤكد أن هذه الرؤية السلطانية الثاقبة قد أوصلت سلطنة عمان الشقيقة إلى ما هي عليه الان، فلا يمكن أن نفصل بين التقدم الذي تحقق في مجال الاقتصاد والصحة والبنية التحتية والجنان التي انتشرت في أرجاء السلطنة وحققت نجاحا سياحيا كبيرا وبين الاستراتيجية التي تبناها السلطان قابوس في مجال التعليم.
وفي عهد السلطان قابوس اكتسبت عمان مكانة واحتراما على المستوى العربي والإقليمي والدولي بسبب المواقف السياسية الناضجة لجلالته وتعامله مع الأشقاء بوضوح وصراحة وانهماك في المنظومة العربية بعيدا عن أي اصطدامات أو جنوح لا يفيد. فلم نسمع أن عمان توترت علاقاتها مع دولة عربية شقيقة ولم نسمع أنها خلقت حساسيات مع شقيقاتها أو أساءت إلى تاريخ أو مكانة دولة عربية أخرى.
عمان تحت قيادة السلطان قابوس كالبحرين تحت قيادة جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة، حيث السياسة الرشيدة والعمل في صمت واحترام الأشقاء وعلاقات حسن الجوار. وهذا هو شأن القيادة الواثقة التى تتمتع بحب شعبها واحترام أشقائها.
ومن أهم السمات المشتركة بين البحرين وبين سلطنة عمان الشقيقة ذلك النجاح في إنشاء بنية تحتية قوية هي أهم ركائز عملية التنمية المستدامة والتقدم الاقتصادي الذي تحقق وشهد له العالم. فقد استطاعت عمان هي الأخرى الصمود أمام الأزمة المالية العالمية التي أثرت على العالم كله بدرجات مختلفة.
وشأنها شأن البحرين حظيت سلطنة عمان بتقدير عالمي وعربي في عدة مجالات، واعتبرت عمان وفق تقديرات عالمية من الدول المستقرة مثل دول أوروبا الغربية وأمريكا والأرجنتين واليابان وكوريا الجنوبية. كما فازت سلطنة عمان في عام 2009 بالمركز الثاني عربيا والحادي والعشرين عالميا في مؤشر السلام العالمي الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام الأمريكي.