زواج عتريس من فؤاده باطل

زواج عتريس من فؤاده باطل

بثينه خليفه قاسم 

١٤ مايو ٢٠٢٣

زواج عتريس من فؤاده باطل

خلال الساعات الماضية حدثت ضجة هائلة على وسائل التواصل الاجتماعي حول ما أشيع عن قيام ايلون ماسك صاحب شركة تويتر بالزواج من الروبوت كاتينيلا التي تعمل بالذكاء الاصطناعي ولديها قدرة على الشعور والإدراك والتعبير عن مشاعر الحزن والفرح. وخلال ساعات قليلة أصبح الملايين على محركات البحث يكتبون نفس الجملة بجميع اللغات “زواج ايلون ماسك من الروبوت كاتينيلا”.وتضمنت الضجة التي أثيرت جدلا بين الرفض والقبول والتهكم على المصير الذي يأخذنا إليه الذكاء الاصطناعي تدريجيا. فهناك من تهكم باستخدام جملة “زواج عتريس من فؤاده باطل”، تلك الجملة التي وردت في الفيلم المصري “شيء من الخوف” بطولة الفنان محمود مرسي ( عتريس) والفنانة شادية ( فؤاده)،وهناك من دعا لهما قائلا : “ربنا يرزقهما البطارية الصالحة” ويمنع عنهما قطع الباقة، وما إلى ذلك من تعليقات ساخرة كثيرة أطلقها الآلاف على وسائل التواصل الاجتماعي.

صحيح أنه وسط هذه الضجة الكبيرة خرج علينا من ينفي نبأ هذا الزواج وعبر عن أسفه مما أسماه وقوع الملايين ضحايا لهذه الشائعة ومن بينهم مثقفون، ولكن ليست هذه هي المشكلة، فكل يوم هناك الكثير من الأخبار المزيفة التي تنشر ويصدقها الملايين لوقت قصير أو طويل، ولكن المشكلة هي أن هذا النوع من الارتباط بين الإنسان والالة قد بات ممكنا ،وسواء كان ايلون ماسك هو الذي سيتزوج أولا أو غيره، فقد أصبحنا أمام الوجه المظلم لما يسمى بالذكاء الاصطناعي.

وقد تحدثت في عمودي السابق عن ذلك الجانب المظلم تحت عنوان ” الذكاء الاصطناعي وموت الإنسان” وتناولت فيه مسألة قيام الذكاء الاصطناعي بطرد  الإنسان من ملايين الوظائف وبزواج الإنسان والروبوت يصبح الذكاء الاصطناعي خطر على بقاء الجنس البشري نفسه.