رجل الأمن يسهر لكي ننام

رجل الأمن يسهر لكي ننام

 لا يمكن لأي إنسان عاقل أن ينكر أهمية الأمن في صنع الاستقرار وضمان استمرار التقدم والتنمية، ومن دون الأمن لا يستطيع عامل أن يذهب إلى مصنعه أو مدرس إلى مدرسته ولا يستطيع أحد أن يأمن على بيته وأهله وهو نائم ويعود الناس إلى مجتمع الغابة.
ورجل الأمن إنسان يمارس وظيفة ليست كغيرها من الوظائف ويكسب عيشه من خلال تنفيذه لمهمة من أسمى وأشرف المهام. وهو يحرم من الكثير من أشكال المتعة ويكون في عمل في الوقت الذي نستمتع فيه نحن بالأعياد والإجازات بين الأهل والأحباب.
رجل الأمن يمارس عملا استثنائيا ويحمل رسالة سامية، فهو ليس دائما حرا في اختيار الوقت الذي ينعم فيه بالإجازات كبقية الناس، وقد ينتظر موعد إجازته الروتينية على أحر من الجمر ثم يفاجأ قبل تنفيذها بدقائق بأن هناك ما يستدعي إلغاءها.
رجل الأمن معرض أثناء تأدية عمله للإصابة ومعرض لفقدان حياته ثمنا لتصديه للخارجين على القانون. وقدر رجل الأمن، رغم الرسالة السامية التي يؤديها، أن يكون مكروهًا من جهلاء الناس لأن وظيفته تقتضي منه أن يقف في وجه المخالف والمعتدي ويكون دوما أداة لتنفيذ قانون البلد الذي ينتمي إليه مهما كلفه ذلك من أخطار ومن بغض من هذا الطرف أو ذاك.
وسواء كان رجل الأمن قد اختار وظيفته عن حب وقناعة ورغبة، أو اضطرته ظروف الحياة أن يكون في هذه الوظيفة دون سواها، فهو جدير بأن ينال كل الرعاية من الدولة وينال كل التقدير والاحترام من أبناء الشعب.
ولكن مع ذلك قلما تجد الصحافة أو غيرها من وسائل الإعلام تتحدث عن المشقة التي يتحملها رجل الأمن من أجل راحة الناس وأمنهم وكأن رجل الأمن ليس أخي وأخاك وله ما يؤلمه وما يشقيه. ربما يكون السبب في ذلك أن الناس ومن بينهم رجال الإعلام ينظرون لرجال الأمن من زاوية واحدة فقط وهي كونهم جزءًا من الحكومة وبالتالي لا أحد يسعى لنصرة أو دعم فئة هي مكون من مكونات الحكومة، حيث جرت العادة أن نطلب من الحكومة لا أن نطلب لها.
ولو نظرنا لرجال الأمن البحرينيين على مدى فترة طويلة من الزمن لوجدنا أنهم أكثر فئة تعبت وسهرت وعانت من التوتر والاستنفار الدائم، ولوجدنا أن منهم من أصيب ومنهم من فقد حياته خلال أدائه مهامه في التصدي للخارجين على القانون وحفظ أمن البلاد، ولذلك يجب أن يكونوا محل رعاية من كافة النواحي.
أهم ما نقوله لهم في هذه المناسبة: كل عام وأنتم بخير يا حماة الوطن يا من ستقضون ليلة العيد ويوم العيد تمارسون عملا من أشرف الأعمال وهو حمايتنا ونحن نحتفل بالعيد مع الأهل والأحباب.
برقية الى المسؤولين بوزارة الداخلية:
يرفع مجموعة من رجال الأمن التماسا الى مسؤولي وزارة الداخلية لتعويضهم ماديا عن اجازاتهم السنوية المقدرة بثلاثين يوما فقط، كما جرت عليه العادة في السابق، ويتمنون ان يحظى التماسهم بتجاوب من قبل الجهة ذات الصلة.. وعيدكم مبارك، وحفظكم الله جميعا وحفظ البحرين من كل سوء.