ختان الإناث وضرورة وجود تشريع

ختان الإناث وضرورة وجود تشريع

نتمنى أن تكون مأساة الطفلة البحرينية التي تعرضت للانتهاك البدني والجنسي وتناولتها الصحف الأسبوع الماضي هي الشرارة التي تدفع  كل قطاعات المجتمع البحريني إلى التحرك نحو مواجهة هذه المشكلة المسكوت عنها إعلاميا وشعبيا. ولابد أن تتحول حالة الاستنفار الإيجابية التي أصابت الجهات النسائية والاجتماعية والصحية والحقوقية إلى تحرك عملي لمواجهة العنف ضد المرأة والطفل ومواجهة ممارسة ختان الإناث، حتى وإن لم تشكل هذه الممارسة ظاهرة،بالمفهوم الكامل لكلمة ظاهرة.
الاتحاد النسائي في البحرين عبر عن رفضه التام للعنف الذي تعرضت له الطفلة البحرينية وقرر القيام بحملة لمناهضة العنف الأسري والاجتماعي ودراسة واقع الختان في مملكة البحرين، وهذا شيء جيد إذا ما تم تنفيذه بنفس طويل على أرض الواقع.
غير أن الأمر يتطلب من وزارة الصحة ما هو أكثر من الموقف الرافض لهذه الممارسة، بل وأكثر من عدم السماح بإجراء عملية الختان بالمستشفيات الحكومية. فلابد من استخدام الصلاحيات الكاملة للوزارة – إن وجدت- في منع أي طبيب أو غيره من ممارسة هذه العملية مهما كان إلحاح ولي الأمر ومهما كانت الإغراءات. وإن لم تكن للوزارة الصلاحيات اللازمة لمعاقبة من يقوم بإجراء هذه العملية فلابد من وجود تشريع واضح يساوي بين ختان الإناث وبين أشكال العنف الأخرى المعروفة والمنصوص عليها.
ويجب أن يصاحب ذلك جهود توعية يشارك فيها الإعلام ويشارك فيها رجال الدين، لأن من يمارسون هذه العادة يتذرعون بالدين والأخلاق والخوف من انحراف البنت وإلحاق العار بأهلها. ولابد أن يعرف الجميع أن هذه العملية تؤدي إلى تعاسة الفتاة وتعاسة شريكها بعد الزواج، وتؤدي إلى مشكلات أسرية لاحد لها. ومع العلم أن الكثير من المشكلات الزوجية الناتجة عن ختان الإناث لا يتم الإفصاح عنها في مجتمعاتنا الشرقية وبالتالي تأخذ هذه المشكلات عناوين أخرى مضللة للمحيطين، بل ومضللة للمحاكم الممتلئة بقضايا الطلاق.
ولابد أن يعرف الناس أن ممارسة ختان الإناث لا علاقة لها بالدين، ولكنها عادة سيئة كثر استخدامها في مصر والسودان، ولكنها تراجعت في السنوات الأخيرة بسبب انتشار الوعي وتصدي وزارة الصحة والجمعيات النسائية والإعلام لمن يمارسونها.
ختان الإناث من وجهة نظري هو كوأد البنات في الجاهلية، لأن القطع الجائر لهذا الجزء من جسم الفتاة هو بالفعل قتل لها، لأنه يقضي على حياتها الجنسية ويحولها إلى آلة بلا إحساس.
والسبب الذي كان يدفع العربي في الجاهلية إلى وأد ابنته هو نفسه الذي يجعله يجرى لها الختان بعد مجيء الإسلام، وهو الخوف من العار الذي سيلحق بالقبيلة إذا ما وقعت في المحظور.