جلالة الملك أقام علينا الدليل من جديد

جلالة الملك أقام علينا الدليل من جديد

تشرفت مع عدد من زملائي الإعلاميين بلقاء جلالة الملك المفدى يوم الثلاثاء الماضي، ذلك اللقاء الذي جعلني أشعر بالاطمئنان على مستقبل البحرين واستقراره، لأن جلالة الملك، كعادته دوما، يتعامل مع كل أزمة بأسلوب وعقلية رب الأسرة وليس بمنطق الحاكم الذي يتعامل مع الأمور بما يقتضيه القانون دون تسامح او تفريط.
جلالة الملك خلال لقائه بالإعلاميين أقام علينا الدليل مجددا وحملنا جميعا كبحرينيين مسؤولية كبيرة، كمواطنين وكتاب، مهما اختلفت مشاربنا وطموحاتنا، عندما أعلن جلالته أن باب الحوار سيفتح من جديد وطالب الجميع دون استثناء بالمشاركة في صنع مستقبل هذا البلد الأمين، وعدم التدخل في شؤون القضاء، استنادا لمبدأ فصل السلطات.
جلالة الملك قال ان الحوار سيتم بلا شروط مسبقة منذ الأول من يوليو، وهذا أمر آخر يبطل أي حجج تقول برفض الحوار لسبب أو آخر، ووجه جلالته السلطتين التنفيذية والتشريعية للدعوة للحوار للوصول إلى توافق وطني، بشأن وضع أمثل للبحرين، واتخاذ الاجراءات الكاملة للحوار الجاد ودون شروط مسبقة، داعيا الاعلاميين والصحافيين التوافق حول ذلك، لدفع عجلة الاصلاح في كافة المجالات، والمساهمة في تحقيق آمال المجتمع البحريني في السلم والعدالة والتنمية والتقدم.
واثباتا لحسن النية والرغبة الأكيدة في إنجاح هذا الحوار، دعا جلالته الاعلاميين والصحافيين للعمل على رأب الصدع الاجتماعي والعمل على ترشيد الرأي العام، واستعادة الثقة بين الجميع والتحلي بالحكمة، والتوازن في سبيل خلق الاجواء التي تكفل تحقيق الديمقراطية، ودعم مسيرة الاقتصاد الوطني، مؤكدا على الدور الذي يلعبه الاعلاميون بكتاباتهم في تحفيز الانتاجية وتعزيز التنافسية واستقطاب الاستثمارات.
إنها رسالة كاملة للجميع وليس فقط للمعارضين وصناع الاحتجاجات، فالجميع مطالب بلعب دور مخلص من أجل البحرين لأن الجميع لدى جلالة الملك أبناء البحرين، ومهما كان حجم المؤامرة التي حيكت وساعد في تنفيذها بعض من هؤلاء الأبناء، إلا ان الحوار هو الوسيلة الناجعة لتصفية الأجواء وصنع المستقبل المضمون للجميع وتفويت الفرصة على الساعين لضرب استقرار الوطن البحريني من خارجه، وخلق لحظة فرز جديدة لكشف الساعين لطعنه من داخله.
ونحن نتعشم أن يكون حديث جلالة الملك هو بداية انطلاقة جديدة للعمل الوطني المخلص ونهاية لحالة الجدل الإعلامي والشعبي التي ظهرت بشدة خلال الفترة الماضية حول مسألة التسامح من عدمه مع المسؤولين عن الذي جرى في البحرين من احداث واحتجاجات وأعمال عنف وتخريب.
صحيح أن الأصوات المطالبة بعدم التسامح مع ما جرى كانت هي الأعلى والأكثر عددا، على اعتبار ان مسألة العفو تكررت كثيرا رغم ثبوت التهمة على أصحابها، ولكننا جميعا مواطنون بحرينيون وأعضاء في أسرة واحدة ومن الأفضل ان نأتي جميعا إلى كلمة سواء فيما بيننا وأن نتحاور حول كل قضايانا.
لا شك أن الجرح عميق والتنكر للوطن كان أمرا واضحا والتواطؤ مع الأجنبي كان واضحا كوضوح الشمس، ورغم أن الفريق المتشدد الرافض للعودة إلى الحوار يملك الحجة والدليل على الذين تآمروا على البحرين، إلا أن الحوار غير المشروط هو الأفضل لهذا البلد ومستقبله، وفي هذه المناسبة نعرب عن كامل احترامنا وتقديرنا لرئاسة مجلس الوزراء، وتوجيهات سمو رئيس الوزراء بالتعاون مع السلطة التشريعية بتوفير كافة التجهيزات الادارية والفنية لبدء الحوار الوطني.