جريدة الإندبندنت والإنحياز لإسرائيل

جريدة الإندبندنت والإنحياز لإسرائيل

الثلاثاء

19 ديسمبر 2017

 

 

جريدة الاندبندنت والانحياز لاسرائيل

 

في وسط كل هذا الضجيج والرفض الشديد لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وبدء إجراءات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ،انخازت جريدة الاندبندنت البريطانية لاسرائيل واعتمدت على المغالطة الواضحة في تبريرها لقرار الرئيس الأمريكي .

 

ورغم أن كاتب المقال في هذه الجريدة قد اعترف مقدما أن الرأي الغالب في العالم حول هذه المسألة هو أن قرار ترامب يعتبر بمثابة إعلان لموت عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ،الا أنه راح يفند هذا القول بحجج لا تقنع أحدا ،مستندا في البداية الى ما اعلنه ترامب وادارته من ان هذا القرار لن يؤثر على محادثات الوضع النهائي لمدينة القدس ،واضاف الكاتب في هذا السياق أنه حتى القادة الإسرائيليين الذين يبالغون في الحديث عن القدس الموحدة عاصمة لاسرائيل ،هم أنفسهم قد تراجعوا كثيرا فيما يتعلق بمستقبل المدينة ،وضرب الكاتب مثالا باهود ألمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي في ٢٠٠٨ الذي أعلن أن القدس عاصمة موحدة لاسرائيل ،وفي كان عرض السلام الذي قدمه للرئيس ياسر عرفات متضمنا عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية.

 

أما الحجة الثانية التي قالها الكاتب ،هي أن هذا القرار لا يغير شيئا على أرض الواقع،حيث المحكمة العليا الإسرائيلية ومعظم الوزارات الاسرائلية موجودة بالفعل في القدس وان قرار ترامب هو اعتراف بالواقع ليس إلا وليس له سوى أهمية رمزية .

 

والحجة الثالثة كما ذكر الكاتب أن السفارة الأمريكية سيتم بناؤها في القدس الغربية ،وبالتالي فهذا القرار في رأيه ليس ضد تطلعات الفلسطينيين فيما يتعلق بمستقبل المدينة لأنه يشتمل على اعتراف ضمني بالقدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين .

 

أما الرابعة ،فهي كما قال إن هذا القرار يمكن أن يجبر الفلسطينيين على الدخول في مفاوضات جادة من أجل السلام،خاصة وان الفلسطينيين في رأيه ينكرون حق إسرائيل في العيش في هذه الأرض.

أما الحجة الخامسة ،فهي أن القرار يعطي الثقة للإسرائيليين في عملية السلام!

 

مغالطات عجيبة فالكاتب يقلب الأمور في كل حاجه ،اذا كان القرار لا يضيف شيئا ولا يغير شيئا على الارض،فلماذا يعتدي ترامب على مشاعر المسلمين ويشعل العالم كله،ألا يعرف أن القدس مدينة مقدسة لكل المسلمين ؟

أما مسألة منح الثقة للإسرائيليين في عملية السلام ،فهي مسألة تثير الضحك ،فمن الذي يحتاج إلى الثقة ومن الذي يحتاج إلى الدعم ؟ هل إسرائيل التي لم تنفذ أي قرار دولي منذ عام ١٩٤٨ هي التي تحتاج إلى دعم الثقة،؟ إسرائيل التي معها الأرض ومعها أمريكا بالفيتو وبالسلاح لا تحتاج للمزيد .

 

ما نشرته الاندبندنت هو مثال جديد على الانحياز الظالم الذي الإعلام البربطاني بالذات ضد العرب.