تيري جونز يعاود الهذيان

تيري جونز يعاود الهذيان

يبدو أن نوبة الهذيان قد عادت مجددا للقس تيري جونز راعي إحدى الكنائس في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة، بعد أن هدأت الزوبعة التي تسبب فيها خلال شهر سبتمبر من العام المنصرم، عندما حدد يوما لحرق القرآن الكريم ولم يتراجع عن ذلك إلا بعد تحذيرات وتنديدات من جهات دولية عديدة.
الأسبوع الماضي تمخض التفكير المريض لهذا الرجل عن حيلة جديدة لإهانة القرآن وإيذاء مشاعر المسلمين في أنحاء العالم، حيث قرر عقد محاكمة للقرآن الكريم يوم 20 مارس القادم بتهمتي القتل والاغتصاب، بحسب ما صور له عقله الحاقد على الإسلام والمسلمين.
جونز قال إن المحاكمة ستشهد حضور محام وشهود، وأعلن تحدِّيَه للمسلمين وطالبهم بتجهيز محام للدفاع، وشكك في قدرتهم على تجهيز هذا المحامي الذي سيتولى الدفاع عن القرآن.
أما عن العقوبات المسبقة التي أعدها جونز لتنفذ في حق القرآن في حالة إدانته من قبل المحكمة غير الموقرة فستكون أربع عقوبات: الحرق، إذا كانت هذه هي رغبة الأشخاص، أو إغراقه، أو تحويله لأوراق سجائر، أو إطلاق النار عليه.
عالم عجيب حقا، هذا الذي يسن القوانين لمعاقبة من يتهمون من قبل إسرائيل بما يسمى العداء للسامية، ومن ينكرون الهولوكوست، ويسكت عن محاولات دؤوبة ومستمرة للاعتداء على الإسلام وإهانة القرآن وإنتاج الأفلام التي تسيء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم!!
ألا يجب على الولايات المتحدة -التي تطالب وتسعى للقضاء على ما تسميه الإرهاب، وتعلن الحرب على من يعادون السامية- أن تعاقب مواطنا أميركيا يسيء إلى مشاعر ملايين المسلمين على الكرة الأرضية؟
إذا كان جونز هذا يتهم القرآن بالقتل والاغتصاب، فبماذا يتهم الذين قتلوا ملايين العراقيين وشردوا ملايين أخرى بلا سبب؟ وإذا كان القرآن الكريم متهما بالتسبب في الإرهاب والقتل عبر العالم، فما هو الكتاب الذي تسبب في ذبح أطفال غزة، وفي ذبح الفلسطينيين في صَبرا وشاتيلا، وفي قانا، وفي دير ياسين؟ وما هو الكتاب الذي سيحاكم بتهمة ذبح المدنيين في فيتنام؟ وما هو الكتاب الذي سيحاكم بتهمة ذبح اللبنانيين الأبرياء في عام 2006؟
ومن قبل ذلك الكثير عبر التاريخ، فما هو الكتاب الذي سيحاكم بتهمة قتل مليونَي جزائري كانت كل تهمتهم الدفاع عن الوطن ضد المستعمر،وقتل آلاف الليبيين، وشنق عمر المختار وهو يدافع عن وطنه وعرضه؟ وما هو الكتاب الذي تسبب في الحرب العالمية الأولى والثانية وإسالة أنهار من الدماء في أركان الكرة الأرضية؟
وإذا كان جونز هذا يريد محاكمة القرآن الكريم وتطبيق إحدى عقوبات أربع بحقه في حالة إدانته، فلا بأس كما قال أحد العلماء المسلمين أن تتم محاكمة معاني القرآن، شريطة أن تكون محاكمة عادلة، وأن تكون مناظرة حقيقية بعيدة عن التدليس والكذب، وشريطة أن يتم تطبيق العقوبات الأربع نفسها بحق جونز في حالة عدم إدانة القرآن.
فإما أن يتم حرقه، أو إغراقه، أو إطلاق النار عليه، وبما أنه لا يمكن تحويل جونز إلى ورق سجائر كما أراد للقرآن، فيمكن أن يتم تحويله إلى مستشفى المجانين بدلا من ذلك!!