تمكين المرأة لا يعني إهمالها لبيتها

تمكين المرأة لا يعني إهمالها لبيتها

بثينه خليفه قاسم

٣ سبتمبر ٢٠٢٢

تمكين المرأة لا يعني اهمالها لبيتها

لم تعجبني حالة الجدل الدائرة في مصر هذه الأيام حول ما للمرأة وما عليها فيما يتعلق بعلاقتها بزوجها وبأسرتها. ولم يعجبني التطرف الشديد في الدفاع عن المرأة في علاقتها بزوجها، فالعلاقة الزوجية ليست ساحة حرب ومغالبة بين الزوجة وزوجها، ولكنها عشرة تقوم على المودة والرحمة كما قال الله في القرآن الكريم ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بيتكم مودة ورحمة”.

نحن ننادي بأن تنال المرأة كل حقوقها في التعليم وفي العمل وبأن تكون شريكة للرجل في كل مناحي الحياة دون تفرقة أو تمييز، ولكننا لا ننادي بأن تتخلى المرأة عن واجباتها الأسرية في تربية أبنائها ورعايتهم من كافة النواحي .

ولذلك فأنا أختلف مع الناشطات المصريات اللاتي يقمن من وقت لآخر بطرح قضايا معينة في إطار دفاعهن عن حقوق المرأة رغم أن هذه القضايا لا تفيد المرأة في شيء ولكنها تخلق جدلا لا فائدة من ورائه.

ومن أمثلة ذلك قيام بعضهن بطرح قضية أن المرأة غير ملزمة بإعداد الطعام لزوجها وغير ملزمة بإرضاع أولادها وأنه لا يوجد في الشرع ما يلزمها بذلك !

وأنا هنا لا أناقش صحة هذا الكلام أو عدم صحته، فالعارفين بالشرع أولى مني بذلك، ولكني في الوقت نفسه لا أرى ضرورة لطرح هذه القضية وغيرها من القضايا التي تستفز الكثيرين في المجتمعات العربية ولا تعود بالنفع على المرأة.

فمسألة طهي المرأة لزوجها وأولادها عملية تخضع لظروف كل أسرة وقدراتها المادية، فهناك من يأتي لزوجته بخادمة أو أكثر كما يحدث لدينا في المجتمعات الخليجية وكما يحدث لدى القادرين في مجتمعات عربية أخرى. ولكن اذا لم تكن ظروف الأسرة تسمح باستخدام خادمة، هل يكون من العيب أن تقوم المرأة بالطهي لزوجها وأبنائها؟

ليس عيبا أبدا أن أقوم بالطهي لزوجي ولأبنائي حتى وان كنت امرأة عاملة أذهب إلى عملي اليومي مثل زوجي.

وليس عيبا أن أساعد زوجي على صعوبات الحياة وعلى تربية أبنائي وأن أكون بحق مدرسة لأبنائي…والأم مدرسة اذا أعددتها.. أعددت شعبا طيب الأعراق.

الإحسان إلى الزوج يعد من مكونات المودة والرحمة التي ذكرها الله في القرآن وليس اذعانا أو انتقاصا من شأن المرأة.