تساؤلات حول إخفاق المنتخب الجزائري

تساؤلات حول إخفاق المنتخب الجزائري

لماذا كان هذا العنف الذي قامت به الجماهير الجزائرية في باريس عقب فشل المنتخب الجزائري في تحقيق أي إنجاز في كأس العالم المقام في جنوب أفريقيا. لماذا قامت هذه الجماهير بحرق عشرات السيارات في العاصمة الفرنسية، ولماذا هذا التشنج الإعلامي الذي صاحب مباريات المنتخب الجزائري ممثل العرب في المونديال؟ العنف يكون مرتبطًا بوقوع ظلم أو حتى الإحساس بوجود ظلم أدى مثلا إلى خروج الفريق من المنافسة في هذا الوقت المبكر، فهل هناك ظلم وقع على المنتخب الجزائري؟ الرياضة لا بد لها من فائز ومهزوم خاصة في بطولات الكؤوس التي تتطلب التصفيات. وعلى المهزوم دوما أن يتقبل الهزيمة الرياضية ويبارك للفائز، خاصة إذا كان هذا الفائز قد استحق الفوز، وعلى المهزوم أن يبحث في أسباب هزيمته.
الفريق الأميركي استطاع تحويل هزيمته من المنتخب البريطاني إلى تعادل واستطاع أيضًا التعادل من سلوفينيا ثم فاز على المنتخب الجزائري بهدف، ومنتخب سلوفينيا فاز على الجزائر وتعادل أميركا وهزم من بريطانيا، وكان المنتخب الجزائري هو الأكثر هزيمة في مجموعته وكان هو الوحيد في جميع الفرق المشاركة الذي لم يسجل هدفًا واحدًا في المباريات التي لعبها، فلماذا الغضب إذن؟ لماذا نحن العرب دائمًا نضع أنفسنا في المنزلة الأقل؟ وإلى متى سنظل نسمي الأشياء بغير أسمائها؟ في كرة القدم إذا هزم فريق عربي بهدف واحد فقط من فريق معروف على مستوى العالم نبتهج ونثني على مستوانا وأدائنا الرائع الذي كان نتيجته أننا هزمنا بهدف واحد فقط، أما إذا تعادل فريق عربي مع فريق أوروبي نعتبر ذلك نصرا مؤزرا. هذا معناه أننا نعترف أننا الأقل ومعناه أننا بلا طموح، ومعناه أيضا أننا لن نسعى أبدًا ولو بعد حين من الدهر لكي نذهب إلى كأس العالم ونحن نحلم بالفوز بها.
“رابح سعدان” مدرب الفريق الجزائري، الفريق العربي الوحيد الذي ذهب إلى كأس العالم عندما هزم فريقه في أول مباراة له، قال إننا أتينا إلى المونديال لكي نتعلم، وكأنه قد كتب علينا أن نتعلم إلى الأبد، ووعد سعدان الجماهير العربية أن تنتظره في مونديال عام 2014 نسي السيد سعدان أن كأس العالم هو ساحة لاستعراض القوى والمهارات وليس ساحة للتعلم، وكان من المفترض أن يبقى في بلاده حتى يتعلم ثم يذهب إلى كأس العالم.
“رابح سعدان” وفريقه ذهب إلى المونديال وهو تحت تأثير الحالة النفسية التي نتجت عن الأزمة الكروية المصرية الجزائرية التي لم نسمع بمثلها في التاريخ، ولعب المباريات الثلاث التي خسر منها اثنين وتعادل في واحدة اعتبرها العرب نصرا مبينا، ولم يتمكن من إحراز أي هدف في هذه البطولة العالمية فاستحق أن يلقب فريقه بمنتخب الصائمين.
البرازيل ذهبت كما تذهب كل مرة وهمها الحصول على كأس العالم وكذلك الأرجنتين وإنجلترا وغيرهم، أما رابح سعدان فكان كل همه هو ألا يسخر منه المصريون بسبب الموقعة الكروية المؤسفة إياها، فهل هذا طموح يمكن أن يقود إلى الفوز على أي فريق؟ والشيء المضحك على نحو أكبر هو ما قاله المعلق الرياضي الجزائري بعد تأكد خروج المنتخب الجزائري من أول جولة بعد هزيمته أمام الفريق الأميركي، حيث كان يبارك للفريق الجزائري على خروجه “المشرف” من المنافسة، ولا ندري أي خروج مشرف لفريق لم يحرز هدفا واحدا طوال مشاركته في البطولة.
لا تفسير لما قاله المعلق الجزائري إلا أنه هو أيضًا لا يزال يعيش تحت تأثير الموقعة الكروية بين منتخب بلاده وبين المنتخب المصري، وإلا فلماذا حالة الفرحة الكبيرة التي أصابت هذا المعلق الذي يحول الهزيمة إلى نصر ويبارك للجزائر وللعرب مولد فريق عربي مثلهم خير تمثيل في كأس العالم؟!