بيرماكرايسيس

بيرماكرايسيس

بثينه خليفه قاسم 

٢٩ ديسمبر ٢٠٢٢

بيرماكرايسيس

هذا العنوان ليس من باب التخريف اللغوي أو التحريف اللغوي لو قلبنا الخاء إلى حاء، ولكنه عنوان ووصف دقيق للعام المنتهي بكل ما ورد فيه.

هذا العنوان هو من أبرز ما تعلمته من القراءات الكثيرة التي تحدثت عن العام المنتهي خلال الأيام الماضية. فقد كتب الكتاب عن هذا العام بكل اللغات كلاما كثيرا جدا ووصفوا ما جاء فيه من أزمات العالم ومعاناة بني البشر وعبروا عن تمنياتهم بأن يكون العام الجديد ٢٠٢٣ عاما أفضل من سابقه الذي شهد أحداثا ملأت نفوس الناس بالاكتئاب. ولكن ليست الأمور بالتمني، فالعالم يجني ما زرعته يداه.

ولكن من أجمل وأدق ما قرأناه من أوصاف للعام المنتهي هو وصف استخدم كلمة واحدة تم صكها من جديد ودخلت إلى المعجم، وهي كلمة تعبر بدقة وايجاز محكم عن حالة العالم وأزماته المتواصلة وكأن كل أزمة تلد أزمة أو تأبى الرحيل قبل أن تضعنا في خضم أزمة جديدة.

هذه الكلمة الوليدة التي دخلت المعجم حديثا هي كلمة “بيرماكرايسيس” ومعناها الأزمة الدائمة وقد تم صكها من كلمتين انجليزيتين هما كلمة “بيرمينانت” التي تعني الاستمرار أو الدوام وكلمة “كرايسيس” التي تعني الأزمة. وبالتالي فهذه الكلمة التي تبناها خبراء اللغة في مؤسسة كولينز تصف حالة العالم في ظل الأزمات التي لا تنتهي، وهي كلمة واحدة ولكنها تقدم وصفا دقيقا لحالة العالم ومعاناته في عام ٢٠٢٢.

وقد شاع استخدام هذه الكلمة في وصف المصاعب التي تواجه العالم واستخدمتها مجلة الايكونوميست البريطانية في افتتاحيتها ضمن عددها السنوي الذي تناولت فيه أحداث العالم في العام المنتهي ٢٠٢٢ الذي شهد ثلاث أزمات أساسية هي الحرب الأوكرانية وأزمة الطاقة والتضخم العالمي خاصة في أسعار الطعام والوقود، كما استخدمتها مجلة “سبيكتاتور” كعنوان لطبعتها الدولية لتعبر عن تداعيات الأزمة الدائمة التي يعيش فيها العالم والتي يتوقع أن تستمر في العام الجديد.