بذور الأزمة 1 – 2

بذور الأزمة 1 – 2

في كتابه “بذور الأزمة.. الحرب الباردة والهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط” الصادر باللغة الانجليزية، يقول الكاتب الأمريكي الجنسية، الفلسطيني الأصل، رشيد خالدي، مدير معهد الشرق الأوسط في جامعة كولومبيا الأمريكية، إن الشرق الأوسط قد اصبح ساحة للصراع، حيث تقوم القوى الفاعلة الخارجية وبعض المنظمات غير الحكومية والدول غير العربية بالمنطقة مثل تركيا وإسرائيل باتخاذ كل المبادرات، بينما الدول العربية تبدو عاجزة عن فرض آرائها في أي أحداث تجري في العالم العربي وفي محيطها وأنها أصبحت دول رد فعل وليست دولا فاعلة، وأن هذا الوضع لن يتغير في القريب العاجل ما لم تتحقق عدة أمور يتعلق بعضها بالعالم العربي نفسه وبعضها الآخر بالقوى الجديدة وبعضها يتصل بالولايات المتحدة، القوة المهيمنة في العالم.
فيما يتعلق بالعالم العربي – حسبما أورد الكاتب – لابد أن تشرع بعض الدول العربية في بناء ديمقراطية حقيقية وتشرع في معالجة احتياجات شعوبها الملحة وتسمو فوق أنانية الجماعات المستبدة وجشعها واهتماماتها الضيقة وتشبث أعضائها بالسلطة دون قبول شعبي.
وقال الكاتب إن حالة التباين، سواء بين الدول العربية وبعضها البعض، أو على مستوى الدولة الواحدة، لابد أن تدفع الدول العربية إلى إيجاد استثمارات مكثفة في الدول المكتظة بالسكان التي لا يملك معظمها سوى موارد بترولية محدودة. ويقول إن دول الخليج وليبيا يمكنها القيام بهذا الدور، إذ يبلغ عدد سكان الإمارات وقطر والبحرين والكويت 14 مليون نسمة ويبلغ إجمالي دخلها 513 مليار دولار، عكس الحال في مصر التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة ويبلغ دخلها 404 مليارات دولار.
أما فيما يتعلق بالقوى الأخرى الخارجية فيرى الكاتب أن التغيير يمكن ان يقع عندما تبدأ دول رئيسة اخرى، مثل دول أوروبا والصين وروسيا والهند في نهاية المطاف بتطوير دور عالمي مترابط وتعترف بالأهمية الحيوية لمصالحها في الشرق الأوسط وتقوم بالدفاع عن مصالحها الحيوية المتمثلة في استقرار هذه المنطقة، وهو الاستقرار الذي تعرض للخطر خلال السنوات الماضية بسبب قصر النظر الذي اتسمت به السياسة الخارجية الأمريكية. وعلى هذه الدول – طبقا للكاتب – أن تشارك بفاعلية في معالجة مسألة الانتشار النووي في الشرق الأوسط، وأن تشمل المعالجة إسرائيل أيضا وليس إيران وحدها، ولابد أن تقوم هذه الدول بدور نزيه في معالجة الصراع العربي الإسرائيلي وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.
أما على الجانب الأمريكي، فيرى الكاتب أن التغيير يمكن أن يحدث عندما يفيق الشعب الأمريكي من وهم الكابوس الذي رعته إدارة بوش، ويبدا في التعامل ببراغماتية مع المشكلات العالمية الحقيقية بدلا من الاستجابة للأوهام والتصورات الكاذبة التي سلطتها الحكومة الأمريكية وحلفاؤها على المنطقة من خلال وسائل الإعلام، بدءا من أفغانستان إلى دارفور التي تم تكييف معظمها لتتعادل مع الإرهاب.
وتناول الكاتب في هذا السياق القنابل الموقوتة التي خلفتها وراءها إدارة بوش التي أدت – حسب رؤيته – إلى زيادة الوضع سوءا في المنطقة من خلال تشجيع الخلاف بين السنة والشيعة وإشعال التوتر بين العرب وإيران.
وحذر الكاتب من أن التحول قد يحدث بشكل سلبي على عكس ما هو مأمول وذلك من خلال اعتداء إرهابي كبير، أو من خلال انهيار مفاجئ لنظام حكم رئيس في الشرق الأوسط، أو من حدوث ترد سريع وغير متوقع في العراق، أو في أفغانستان، أو في باكستان، أو في لبنان، أو في اليمن، أو في إسرائيل وفلسطين، أو في مواقع أخرى محتملة في المنطقة. وللحديث بقية.