النيل أخطر القضايا حالياً

النيل أخطر القضايا حالياً

بثينه خليفه قاسم

أ أبريل 2021

النيل أخطر القضايا حاليا

تابعنا بيان وزارة الخارجية البحرينية التي قالت فيه أنها تقف إلى جوار مصر الشقيقة في الحفاظ على أمنها المائي وتدعم الجهود الساعية للوصول إلى حل عادل يحترم مصالح جميع الأطراف المنتفعة بهذا النهر الذي يعد شريان الحياة وأساس الحضارة المصرية .

وقد أسعدنا هذا البيان البحريني المؤيد لمصر الشقيقة والذي أتى مباشرة عقب التصريحات القوية للرئيس عبد الفتاح السيسي التي قال فيها أن أحدا لن يستطيع أن يأخذ قطرة واحدة من مياه مصر، وله كل الحق، فمصر بدون النيل كيف تكون، بل كيف سيكون الأمن العربي كله .

وأسعدتنا أيضا البيانات التي صدرت عن دول خليجية شقيقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي أعلنت وقوفها إلى جانب مصر في حماية أمنها المائي الذي هو من مكونات الأمن القومي العربي .

هذه هي اللحظة العربية التي نحبها ،وأقصد لحظة التضامن العربي عند الخطر، وما أدراك ما الخطر هذه المرة !

الخطر هذه المرة في تقديري هو الخطر الأكبر في التاريخ العربي، والمعركة هذه المرة أخطر بكثير من أي معركة سبقتها. هي أخطر من معركة أكتوبر ١٩٧٣ التي خاضها العرب لأجل جزء من أرض مصر. 

هذه المرة المسألة لا تتصل بجزء من أرض مصر، ولكنها تتصل بمصر كلها ككيان ووجود وركن ركين للوجود العربي كله.

ولذلك فالتضامن العربي، رغم كل ما جرى، ورغم كل ما يجري، قد أصبح فرض عين على الدول العربية .

لقد حانت اللحظة التي يجب أن يعلن العرب عن أنفسهم فيها قولا وفعلا ويقولوا للعالم أن الأمر جد خطير وأن أي تطور سيهز المنطقة برمتها هزا عنيفا.

لا أقول للعرب اعلنوا الحرب على أحد ولا هددوا أحدا، ولكن أقول لهم اعلنوا للعالم كله أن أمر مصر والسودان في مسألة المياه هو أمر يخص كل العرب وأن أي تطور سلبي سيضر بكل مصالح الدنيا. 

وليعلم الجميع أن السكوت العربي لن يساعد على الوصول إلى حل سلمي للأزمة ولكنه قد يشجع البعض على المضي في سياسات ضارة، وربما يؤدي ذلك إلى دفع مصر مضطرة للحرب ،وساعتها ستدخل المنطقة برمتها في حريق لا يعلم تبعاته إلا الله.