النائب العندليب…

النائب العندليب…

هل سمعتم عن النائب العندليب الذي لم يفعل شيئا طوال فترة عضويته بالبرلمان؟ ذلك النائب الذي انتفخت جيوبه بالراتب الكبير وتمتع بالسيارة الفارهة وأصبح من علية القوم؟ لن أقول من هو، ولكني سأذكر بعض إبداعاته الأخيرة.
النائب العندليب قرر بعد هذا الوقت الطويل أن يحرق مراكب العودة، حيث إنه اكتشف فجأة أن المجلس المنتخب الذي ينتمي إليه لا قيمة له ولا يشرفه أن يبقى فيه، وأطلق اللعنة على كل شيء وأعلن استقالته وأعلن التوبة من رجس هذا المجلس بعد أن شبعت معدته وامتلأ كيسه.
ربما لأنه أدرك أن التكتيكات القديمة لن تأتي به إلى هنا مرة أخرى، فقرر أن يستخدم تكتيكا جديدا يبدأه بالإعلان عن اكتشافه الجديد الذي يفوق اكتشاف اسحق نيوتن للجاذبية. ولا عجب في ذلك، فكما قال لويس باستور “الأفكار الإبداعية لا تزور إلا العقول المهيأة لها”.
ولا احد يدري ما سبب هذا الإبداع الذي يصيب البرلمانيين مع اقتراب انتهاء الدورة البرلمانية الأخيرة للبرلمان.
أخونا العندليب استخدم كافة تكتيكات ركوب الموجة واستغفال البسطاء لأنه يريد أن يحجز لنفسه إحدى كراسي الثوريين الكبار الذين ستحملهم الجماهير على الأكتاف حتى تضعهم على كراسيهم عسى أن يكون المجلس القادم لائقا بمقامهم الكبير.
إلى جانب الغزوات التي خاضها صاحبنا في مجال التصدي للخمور ومخاطبة عواطف المتدينين، لم يقصر أيضا في سكب دموع التماسيح على الإخوة الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، وقام عند كل حادثة باللطم وشق الجيوب واتهام الدبلوماسيين البحرينيين بالتطبيع مع العدو الصهيوني. هو إذن نائب كامل الأوصاف، (مع الاعتذار للعندليب الأصلي صاحب أغنية “كامل الأوصاف”) ويستحق أن تهتف له الجماهير.
العندليب النائب يعرف بعد السنين التي قضاها بالبرلمان أنه كسبان في كل الحالات، فإما أن تؤدي عنترياته الحالية إلى جعل الجماهير تحمله إلى البرلمان مرة أخرى، وإما أن يحصل على راتب التقاعد السمين بعد أن يخرج بطلا من البرلمان الذي لم يشرفه البقاء فيه!
وطالما أن النائب يحصل على راتب تقاعدي كبير بعد خروجه من البرلمان، فهذا سيؤدي إلى تشجيع كل العنادل (جمع عندليب) أن يرتدوا ثوب البطولة والشرف عندما يدركون أنه سيتم تطييرهم منه.
ما نتمناه على كل الذين تهفو قلوبهم إلى كرسي البرلمان أن يعرفوا من البداية إذا كان هذا البرلمان المنتخب يليق بمقامهم أم لا، وألا يؤخروا اكتشافهم إلى نهاية الدورة البرلمانية الأخيرة في عمر البرلمان كما فعل النائب العندليب الذي أعلن التوبة بعد أن ملأ كيسه.
وندعو الله أن يرحمنا من تكتيكات بقية العنادل، بعد أن بدأت مواسم الهجرة إلى البرلمان!!