في كتابه “الميراث” الذي صدر في بداية حكم الرئيس باراك أوباما، يقول ديفيد سانغر كبير مراسلي واشنطن لجريدة النيويورك تايمز، إنه في ظل التغيرات التي وقعت في العالم، يجب على الولايات المتحدة أن تنسى الهيمنة وتنسى أنها القوة الوحيدة في العالم وتستعد لتعيش عهدا آخر، وهو العهد الذي رفضه جورج بوش.
هذا العهد ستظل فيه أميركا قوية ولكن في وجود قوى أخرى إلى جانبها لحقب قادمة، لأنها لن تكون القوة الوحيدة بالمعنى الذي استخدم خلال العشرين عاما التي تلت سقوط حائط برلين.
يجب أن تستعد الولايات المتحدة لقبول ذلك العالم الذي لم يقبل به بوش والذي يضم مراكز قوى جديدة ستمنعها من القيام بتحديد قواعد اللعبة، بل ستجعلها في بعض الأحيان تضطر إلى اتباع القواعد التي يضعها الآخرون.
والتحدي الموجود أمام أوباما هو أن ينمو بالعالم من جديد وأن يتعامل بسرعة مع التهديدات الأكثر خطورة، وإذا نجح في ذلك فسوف يعرفه التاريخ كرجل أمسك بلحظة يائسة وحولها إلى فرصة هائلة ومفتاح للعظمة الرئاسية كما فعل لنكولن.
هذا الكتاب، كما يقول صاحبه ينظر إلى الخلف ليعرف الأسباب التي قادت أميركا لتخسر الكثير من مكانتها وقوتها في العالم، وينظر أيضا للأمام ليتخيل طرقا لإعادة بناء النفوذ والقوة لها. فهو يكشف التكاليف الهائلة للجنون والتهور الذي وقعت فيه الإدارة السابقة.
يقول الكاتب إنه لا يريد أن يحكى كيف ذهبت أميركا إلى العراق ولا كيف بدأت تخرج منها الآن، ولكنه يصف ما حدث عندما حاولت إدارة بوش – وفشلت فشلا ذريعا – أن تنزع سلاح أعدائها وتعيد تشكيل العالم على هواها، حيث التكلفة على المدى الطويل لحرب العراق تتجاوز الخسارة المأساوية لـ 4000 من أفضل جنود أميركا، وعشرات الآلاف من العراقيين الأبرياء، وخسائر وإصابات أخرى لا تحصى، إلى جانب الـ 800 بليون دولار التي أنفقت منذ بداية الحرب. وهناك نوع آخر من الخسارة، وهو خسارة الفرص التي كانت موجودة أمام الولايات المتحدة لتمديد نفوذها حول العالم، وخسارتها المصداقية التي كانت تحتاجها من أجل حشد العالم لمواجهة التهديدات الكبيرة لأمنها، تلك التهديدات التي لم يكن صدام حسين مسؤولا عن أي منها على الإطلاق، بدلا من السير في الطريق التي جعلتها تفقد إعجاب حلفائها أنفسهم.
وليس هذا فقط، فأينما تولي واشنطن وجهها تجد العالم يتحرك ويتغير، فكوريا الشمالية حصلت على وقود يكفي لصنع 8 قنابل، وحيث الصين استغلت اللحظة لتشتري المزيد من النفط وتزيد من نفوذها في أنحاء العالم.
في هذا الكتاب، ينظر المؤلف إلى الخلف ليعرف الأسباب التي قادت أميركا لتخسر الكثير من مكانتها وقوتها في العالم، وينظر أيضا للأمام ليتخيل طرقا لإعادة بناء النفوذ والقوة لها. فهو يكشف التكاليف الهائلة للجنون والتهور الذي وقعت فيه الإدارة السابقة (إدارة بوش).
في هذا الكتاب يأخذنا المؤلف إلى عالم التحديات وعالم الفرص التي ماتت والفرص التي لا تزال موجودة بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية على مستوى دول مثل العراق وأفغانستان وباكستان وإيران وكوريا الشمالية والصين.
ويبين الكتاب كيف قام كبار رجال المخابرات الأميركية بكثير من المهام السرية المتكررة في باكستان لمحاولة إخماد التمرد المتصاعد هناك ومواجهة بيرفيز مشرف الذي كان يساعد المتمردين ويحصل في الوقت نفسه على بلايين الدولارات الأميركية بحجة أنه يقاومهم.