المستقبل للمغرب رغم أنف دعايتهم

المستقبل للمغرب رغم أنف دعايتهم

لماذا تتخذ اسبانيا هذا الموقف العدائي من المملكة المغربية الشقيقة؟ ولماذا شنت آلة الدعاية الاسبانية هذه الحملة الشرسة وغير المبررة من الدعاية السوداء ضد المغرب؟ نقول دعاية سوداء لأنها ضخمت ما لا يجب تضخيمه واستخدمت الأكاذيب وأنصاف الحقائق للإساءة إلى سمعة المغرب كدولة عربية وإسلامية لها وزنها في المنطقة.
حادثة العيون التي ضخمتها الدعاية الاسبانية لم تكن أكثر من عملية أمنية واجبة، نفذتها أجهزة الأمن المغربية ضد مجموعة من الخارجين على القانون، وكانت خسائر أجهزة الأمن فيها كبيرة نسبيا بسبب حرص قادة هذه الأجهزة السيطرة على المجموعة المجرمة دون وقوع خسائر في صفوف المدنيين الأبرياء الذين كانوا عبارة عن رهائن وجبت حمايتهم من هؤلاء الخارجين عن القانون.
ليس هناك أي مبرر أخلاقي لهذا الاستهداف الإعلامي الاسباني المتواصل للمغرب ووحدة ترابه ومستقبله.
فقضية الصحراء التي تستخدمها اسبانيا ليست اكثر من ذريعة للتدخل في شؤون المغرب الداخلية وإرباكه طول الوقت وإنهاكه اقتصاديا وأمنيا حتى لا يتفرغ لبناء مستقبله الكبير الذي تعلمه اسبانيا الذي بدأت تتضح معالمه الآن بفضل ما حباه الله به من ثروات طبيعية ستجعل المغرب قوة إقليمية تؤثر في مجريات الأمور في المنطقة وفي العالم.
مجلة بيزنيس ويك الأميركية في عددها الصادر في الخامس من هذا الشهر قامت – دون قصد ربما – بكشف الأسباب الحقيقية للموقف الاسباني الساعي إلى تفتيت التراب المغربي، فقد نشرت المجلة الأميركية موضوعا تحت عنوان “الذهب الأبيض للمملكة المغربية” يبين أن المغرب يمتلك خمسين بالمئة من احتياطي الفوسفات العالمي، وهو ما يعني حسب وصف المجلة أن المغرب سيتحكم بعد سنوات في إنتاج الغذاء في العالم بفضل هذا المخزون الهائل ذي الأهمية الكبيرة، ليس فقط للانتاج الزراعي ولكن أيضا للكثير من الصناعات، خاصة صناعة البطاريات والأجهزة الإلكترونية، ولسنا في حاجة إلى توضيح أهمية الزراعة وأهمية الأجهزة الالكترونية في حياة شعوب العالم.
يضاف إلى ذلك أن المغرب بفضل الفكر الاستراتيجي لجلالة الملك محمد السادس خاضت معركة كبيرة في مجال تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة بفضل المشاريع العملاقة ذات الميزانيات الهائلة في مجال إنتاج الطاقة الشمسية وهو ما يجعل مستقبل المغرب بيدها لا بيد غيرها.
اسبانيا ذات الاقتصاد المترنح، يزعجها أن يتحقق هذا المستقبل الواعد للمغرب الشقيق، وترى أن استقرار المغرب ووحدة ترابه هما الضمان الأكيد لهذا المستقبل، ولذلك تقوم بدعم الانفصاليين الذين لا يعنيهم مستقبل المغرب بقدر ما تعنيهم مصالحهم الشخصية وانتفاعهم بهذا الدعم الاسباني، ومعه الدعم الجزائري للأسف الشديد، رغم اننا لو جمعنا الفوسفات المغربي على الغاز الجزائري لكانت المحصلة قوة إقليمية من العيار الثقيل لأنها ستتحكم في اقتصاد العالم إلى حد بعيد، والرابح الأكيد من ذلك هما الشعبان الجزائري والمغربي.
فإلى متى سيظل الإعلام الاسباني يستهدف ضرب أهم أساس تقوم عليه وحدة التراب المغربي، اي الوحدة الإسلامية التي تجمع بين أبناء الوطن الواحد التي تضمن للجميع المستقبل الزاهر؟
وإلى متى سيظل الإعلام الاسباني يسكب دموع التماسيح على الصحراويين ويزعم أن المغرب يستنزف ثروات الصحراء، رغم ان حجته داحضة بشهادة الرئيس الاسباني الأسبق “فيليبي غونزاليس”، الذي قال: “إنه لا يوجد هناك أي استنزاف لثروات الصحراء، ببساطة لأنه ليس هناك نشاط اقتصادي في الصحراء، وان المغرب خصص ثلاثة بالمئة من الناتج الداخلي الخام للصحراء طيلة ثلاثين سنة”. واستغرب غونزاليس كيف انه مازال هناك في إسبانيا من يستمر في ادعاء أن المغرب يستنزف ثروات الصحراء. وأضاف غونزاليس أنه لا يعرف إن كان هؤلاء الإسبان يقولون ذلك عن جهل أم من أجل الرغبة في إخضاع المغرب.