اللقاح والمبادىء الإنسانيه

اللقاح والمبادىء الإنسانيه

بثينه خليفه قاسم

31 يناير 2021

اللقاح والمبادئ الإنسانية

ربما يبدو هذا العنوان غريبا للوهلة الاولى، فما علاقة اللقاح بالمبادئ الإنسانية؟ اللقاح له علاقة بالعلم والطب. هذا هو الانطباع الأول الذي يتبادر إلى الذهن عند سماع كلمة لقاح .

ولكنني عندما تابعت ما يدور في العالم منذ بدء قيام بعض الدول بتطعيم بعض الفئات من مواطنيها باللقاح المضاد لفيروس كورونا، وحتى اللحظة أدركت أن لقاح فيروس كورونا سيكون خلال الأيام القادمة بمثابة اختبار لمبادئ وأخلاق الأمم المتمدينة، ذلك التعبير الذي يستخدم في الأدبيات السياسية لوصف الدول ذات المبادئ الإنسانية الراقية، الدول التي تحرص على تكريم الإنسان واحترام حقوقه، سواء كان يعيش على أراضيها أم على أراض أخرى .

ولتوضيح الفكرة يجب أن نقول  أن هناك دول قليلة على مستوى العالم قد امتلكت بالفعل رصيدا جيدا من هذا اللقاح، ومن بينها بريطانيا والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والولايات المتحدة.

وقد قامت الدول الغنية بشكل عام بتطعيم الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض والتعرض لأعراض شديدة ومن بينهم الطواقم الطبية وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة تدريجيا من الأكثر إلى الأقل عرضه، وقد قامت دولة كبريطانيا بتقسيم هذه الفئات المعرضة إلى ٩ فئات .

السؤال الآن: بعد أن تفرغ الدول الغنية  مثل بريطانيا من تطعيم هذه الفئات التسعة، هل ستتوقف لكي تعطي فرصة لغيرها من الدول، خاصة الفقيرة منها لكي تقوم هي الأخرى بتطعيم فئاتها المعرضة للخطر ؟

هل ستنجح هذه الدول المتمدينة في هذا الاختبار الإنساني الذي سيبين مدى صدقها فيما ترفعه من شعارات حول حقوق الإنسان؟

منظمة الصحة العالمية توجهت بنداء لبريطانيا كواحدة من هذه الدول، وبعد أن قامت بتطعيم ما يقرب من ١٠ مليون مواطن ،أن تتوقف بعد الانتهاء من تطعيم الفئات التسعة المعرضة لتفتح المجال أمام الدول الفقيرة، فهل ستستجيب بريطانيا لهذا النداء ؟

نتمنى أن تقوم كل الدول الكبيرة بتلبية هذا النداء الإنساني، خاصة وأن كورونا محنة عالمية  وليست محنة دولة أو منطقة واحدة .