الغضب والنار في بيت ترامب الأبيض

الغضب والنار في بيت ترامب الأبيض

13 يناير 2018

 

الغضب والنار في بيت ترامب الأبيض

 

لم أرى في حياتي رئيسا يتعرض للتهكم والسخرية والنقد من وسائل الإعلام الجماهيرية مثل الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب .

فمنذ اللحظة الأولى ،بل ومن قبل اللحظة الأولى لقدومه الى البيت الأبيض وهو يتلقى الموجة تلك الموجة من الهجمات الشرسة من وسائل إعلام كبرى في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها.

 

في البداية قيل أنه لا يحترم المرأة وجيء بشهادات عديدة لنساء تعرضن للتحرش الجنسي من قبل ترامب.

وبعد أن تولى الرجل الرئاسه لم تتوقف هذه الحملات وتم انتقاء صورا عديدة تظهر ترامب وكأنه شخص غير طبيعي.

 

ثم تطور الأمر إلى صدور كتاب كامل عن ترامب وشئونه الغريبة للكاتب مايكل وولف الذي تردد صداه في العالم كله من قبل أن ينشر،حيث تناولت وسائل الإعلام الأمريكية والغربية مقتطفات مخجلة من الكتاب الذي سيصدر عما قريب والذي قالت عنه وكالة بي بي سي أنه قد يتسبب في النهاية في ابعاد ترامب عن الحكم في الولايات المتحدة.

 

ومن بين المقتطفات التي وردت والتي تعطي قرائن معينة على اختلال الصحة العقلية لترامب كما يقول مؤلف الكتاب أن ترامب طلب أن يوضع في غرفة نومه ثلاثة أجهزة تلفاز ،على الرغم من أنه لا يتابع التلفاز مطلقا ولا يقرأ مطلقا ،وهذا يجعل مهمة العاملين معه غاية في الصعوبة،وجاء أيضا أن الرئيس يمنع الخدم من لمس أي شيء يخصه خاصة فرش أسنانه وأنه قام بتوبيخ أحد العاملين لأنه قام بأخذ قميص ترامب الملقى على الأرض ووضعه في المكان المخصص له،ولكن ترامب بثورة عارمة قال له : طالما أنني وضعته على الأرض فأنا أريده هكذا !

 

وقد وردت أشياء أخرى يستدل بها الكاتب وغيره أن الصحة العقلية لترامب تتناقص مع التقدم في السن،من بينها قول الدكتور لي أستاذ الصحة النفسية لأعضاء مجلس الشيوخ أن هناك علامة معينة على إصابة الرئيس بالخرف .

 

السؤال الذي يطرح هنا ليس حول مساحة الحرية التي يتمتع بها الإعلام الأمريكي ،فهذا أمر طبيعي ،وقد سبق أن تناول الإعلام الحياة الخاصة للرئيس بل كلنتون،ولكن السؤال الأن هو حول خطورة بقاء ترامب في الحكم لفترة طويلة ،فرئيس الولايات المتحدة ليس كأي رئيس في العالم لأن قراراته يمكن أن تؤثر على العالم بأكمله وليس أمريكا وحدها.