الصحراء المغربية

الصحراء المغربية

بثينه خليفه قاسم 

18 نوفمبر 2020

الصحراء المغربية

كل دولة عربية لها وجع تاريخي معين بدأ قبل فترة واستمر وكأنه مرض عضال لا يغادر جسد هذه الدولة أو تلك، فيظل  منغصا لها طوال الوقت خاصة عندما يستخدمه أعداء هذه الدولة في الضغط عليها واشغالها طوال الوقت ،فهناك دول وجعها الطائفية، مثل دولنا هنا في الخليج، وهناك دول وجعها المياه ، مثل مصر، أما المغرب فوجعه المسألة الصحراوية التي بدأت منذ ما يقرب من نصف قرن ولا تزال موجودة ولا يزال المغرب الشقيق يتصدى لهذه المشكلة بكل حكمة وحسم ولا يفرط في شبر من هذه الأرض.

الصحراء هي أرض مغربية دون أدنى شك وقد قامت المملكة المغربيه الشقيقة منذ عام ١٩٧٥ وحتى الآن بالتعامل مع هذه القضية بكل حكمة وبدون أي تفريط أو خروج عن قواعد القانون الدولي.

هذه المشكلة كغيرها من مشكلات أخرى ابتليت بها الدول العربية كان سببها الاستعمار الذي استمر في دولنا العربية لفترة طويلة من الزمن والذي يصنع قبل رحيله نوعا من زرع الشقاق والسعي لوضع مرض معين في جسد الدولة التي يوشك أن يغادرها مع اختلاف الوسيلة التي يتم تبنيها في كل دولة حسب ظروفها وحسب مكونات شعبها.

عندما قرر الاحتلال الانجليزي الرحيل عن مصر والسودان زرع آلاف الأسافين بين المصريين والسودانيين ثم بين السودانيين والسودانيين وبقي مفعول هذه الأسافين لوقت طويل وكان لها آثار مدمرة.

ومشكلة الصحراء ظهرت في عام ١٩٧٥ قبل رحيل الاستعمار الأسباني عن الأرض المغربية. ولنضع خطا تحت كلمة ” قبل “.وفي هذا التوقيت طالب المغرب بكل أراضيه الجنوبية التي كانت تحت سيطرة الاستعمار، وبدأت المشكلة .

وعلى رغم من صعوبة هذه المشكلة وما تكبده الشعب المغربي في سبيلها إلا أنه لم يفرط يوما في ذرة من ترابها، منذ المسيرة الخضراء التي قادها بنفسه الراحل العظيم جلالة الملك الحسن وحتى اليوم .

المسيرة الخضراء التي خرج فيها الشعب المغربي الشقيق بقيادة جلالة الملك محتشدا لا يتسلح سوى بكتاب الله وبالعلم المغربي وبالروح التي تولدت بسبب القيادة الوطنية الحكيمة لجلالة الملك.

ووقف الشعب المغربي في وجه المستعمر مطالبا بأرضه رافضا فرض أي واقع لا يقبله التاريخ والجغرافيا والقانون الدولي.

قبل أيام قليلة رد الجيش المغربي على استفزازات  ميليشيات البوليساريو بعد أن قامت الأخيرة بإطلاق النار على الجدار الأمني وأحدثت قلقا واضطرابات معينة عند معبر الكركات .وكان هذا ردا مغربيا ضروريا على تلك المليشيات حتى تبقى هذه المنطقة امنة .