الزلزال كشف نفاق العالم

الزلزال كشف نفاق العالم

بثينه خليفه قاسم

١٠ فبراير ٢٠٢٣

الزلزال كشف نفاق العالم

لا يزال زلزال سوريا وتركيا ومشاهد الدمار والموت هو الحدث المسيطر على اهتمام الناس ولا تزال المشاهد التي تنقلها وسائل الإعلام تهز مشاعرنا، ما بين طفل تم سحبه من بين الحجارة ومئات المشردين الذين أصبحوا بلا مأوى تحت البرد القاسي.

وحتى كتابة هذه الكلمات كان هناك ٢٣ ألف و٣٠٠ قتيل نتيجة الزلزال في سوريا وتركيا، وكلما مر الوقت زاد عدد القتلى وتضاءل الأمل في إخراج أحياء لم يقتلهم الركام ولكن سيقتلهم نقص الأكسجين.

فهل كان العالم من الناحية الإنسانية على قدر المسئولية تجاه هذا الحدث الجلل الذي لم أر مثله في حياتي كلها؟

في رأيي المتواضع أن العالم وبخاصة الدول الكبيرة ذات الامكانيات والقدرات لم يقدم ما كان يجب أن يقدمه ولم يقف الوقفة الإنسانية المناسبة تجاه الشعب السوري على وجه الخصوص، ذلك الشعب الذي يعيش في معاناة بدون هذا الزلزال المدمر.

كان يجب على العالم وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية كبيرة هذا العالم أن يفرق في هذه اللحظة الاستثنائية بين السياسة وبين الإنسانية في ظل معاناة البشر الذين لا ذنب لهم في أي شيء.

الولايات المتحدة التي تتواجد قواتها على مساحة كبيرة من الأراضي السورية كان في إمكانها أن تقوم بإدخال معدات حديثة ومساعدات أكثر من ذلك بكل سهولة ومنذ اللحظة الأولى لوقوع هذه الكارثة لإنقاذ أعداد أكثر من الناس الذين قبروا تحت الأنقاض. ولكن حتى المساعدات العادية البسيطة الخاصة بالإيواء لم تكن على المستوى المطلوب، فبعد ما يقرب من أسبوع لا يزال هناك أعداد كبيرة من السوريين بلا مأوي تحت البرد القاسي.