الدكتوراه يوم من عمري

الدكتوراه يوم من عمري

بثينه خليفه قاسم

16 يوليو 2023

الدكتوراه يوم من عمري

بعد سنوات من الكفاح والعمل ليل نهار، كان يوم الحادي عشر من يوليو ٢٠٢٣ يوما من أيامي عمري الجميلة…لم تكن أمي معي للمرة الأولى،  تأخذني بحضنها هذه المرة، أمي التي كانت منذ سنوات طويلة أما وأبا في نفس الوقت .

في ذلك اليوم المشهود ناقشت إطروحه  الدكتوراه التي عملت بها منذ سنوات تحت إشراف الأستاذ القدير  الدكتور المصطفى منار، استاذ التعليم العالي بجامعه محمد الخامس بالرباط، كليه العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية- سلا ، وبرفقه أساتذة عظام في جامعة محمد الخامس بالمملكة المغربية الشقيقة التي أحبها كبقعة غاية في الجمال والروعة بريفها وحضرها واستقرارها وتقدمها في عهد جلالة الملك محمد السادس صاحب نهضتها وتميزها في العصر الحديث، سواء في التعليم أو الصناعة وبناء الإنسان المغربي.

تحت عنوان ” النظم السياسية لدول الخليج العربي والاستقرار السياسي.. دراسة مقارنة” ،قضيتُ سنوات من البحث في هذا الموضوع لأقدم شيئا مفيدا لمكتبة بلدي الذي أحبه والذي أخذت منه الكثير ، كامرأة في العهد الزاهر لجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة وما حصلت عليه من رعاية من صاحبة الأيادي الخضراء على المرأة البحرينية سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة.

 زوجي الغالي ” بو خليفه”  ، صاحب الفضل علي، لم يكن أيضا  معي لظروف مرض أمي ومراعاه لأولادي، ولكنه كان دوما معي عونا وسندا لي سنوات طويلة ولابد أن أشكره أمام الجميع، وتحديدا أمام أولادي، الذي أتمنى لهم علماً يفوق علمي. 

قلتُ أن أمي لم تكن بالقاعة معي في ذلك اليوم، أمي التي لم أجد لغة على الأرض تصف حضنها وعطائها على مر السنين.

بيد أني وجدت في  داخل قاعه المناقشه  دفئا وطيبه – ما بعدها طيبه – في نساء المغرب ذوات الخلق الرفيع ، اللواتي شاطرنني مشاعري ، وشعرتُ معهن، كأني لم أغادر البحرين، فبمجرد ما أعلنت النتيجه، حتى جاشت القاعه بالتصفيق والزغاريد التي انبثقت من صميم أعماقهن، إنها المرأه المغربيه التي وجدتُ فيها الأخت واليد الحنون ، والعون وقت الشده. 

كما كان معي أعضاء السفارة البحرينية بالرباط الذين جعلوني أشعر وكأن البحرين كلها قد انتقلت الى هناك لتحضنني وتدعمني.

وفاضت دموعي فرحا عند اللحظة الحاسمة التي أعلنت فيها اللجنة عن نتيجة كفاح السنين وهي حصولي على درجة الدكتوراه ” مشرف جدا”، مع توصيه بالنشر ، ومما ضاعف من أسباب فرحتي واعتزازي بها أنني حصلتُ عليها بإشراف أساتذة عظام من دولة عربية شقيقة في جامعة عريقة هي جامعة محمد الخامس بالرباط، كليه العلوم القانونيه والاقتصادية  والاجتماعية – سلا ، وتضم قائمة الشرف التي سأتذكرها طوال عمري، وأدين لها بالفضل الكبير: الدكتوره جميله دليمي، رئيسا، الدكتور المصطفى منار،  مشرفاً وعضوا ، الدكتور أحمد بودراع ، عضوا،  الدكتورة نوال بهدين، عضوا ، والدكتوره  نادية  جامع، من كليه العلوم القانونيه والسياسيه بالقنيطره ، عضوا . 

كان ذاك يوما مفصليا في حياتي ، إشتغلت ُ عليه سنين طوال، دون يأس أو استسلام ، ” وما أضيق العيش، لولا فسحه الأمل” .