الحرس الثوري الإيراني وخلية الكويت

الحرس الثوري الإيراني وخلية الكويت

في أعقاب الكشف عن خلية تجسس تعمل لصالح الحرس الثوري الإيراني في الكويت نفى العميد رمضان شريف يوم الأحد 2 – 5 – 2010 في حديث لوكالة فارس شبه الرسمية القريبة من الحرس الثوري والأجهزة الأمنية الإيرانية وقوف بلاده وراء هذه الشبكة قائلا “إن المزاعم حول كشف شبكة التجسس في الكويت تدخل في إطار التخويف من الحرس الثوري” زاعما أن هذه الأنباء تأتي “للحد من شعبية الحرس بين شعوب المنطقة” وشدد على أن “حجم الالتحاق بحماس وحزب الله، خير دليل على شعبية الحرس الثوري”.
هذا هو الخبر الذي أذيع عن رد الفعل الإيراني على نبأ كشف الخلية التابعة للحرس الثوري في الكويت الشقيق.
نفس المبرر الأخلاقي الذي تسوق إيران نفسها به بين الشعوب العربية والإسلامية هو نفس المبرر الذي يستخدمه قادة إيران كلما سقطت خلية إيرانية في دولة عربية.
فإيران منذ فترة طويلة وهي تحسن استخدام الحالة العربية الراهنة وتدخل إلى قلوب الشعوب العربية من بوابة القضية الفلسطينية والدعم الإعلامي والخطابي لحركة حماس، جنبا إلى جنب مع استخدام ذراعها العربية القوية المتمثلة في حزب الله اللبناني الذي يبذل كل ما يستطيع لزيادة جاذبية النموذج الإيراني بين هذه الشعوب، وذلك عن طريق مناكفاته مع إسرائيل، تلك المناكفات التي يدفع ثمنها اللبنانيون البعيدون عن خنادق حزب الله وصواريخه، ومن خلال الخطب الحماسية التي يطلقها زعيم الحزب ضد إسرائيل والولايات المتحدة والأنظمة الحاكمة في الدول العربية.
والحقيقة أن إيران استفادت إلى حد بعيد جدا من نظرة عدم الثقة التي ينظرها قطاع كبير من شعوب المنطقة العربية إلى حكوماته والناتجة عن عدم الرضا عن أداء تلك الحكومات تجاه القضية الفلسطينية، في ظل الممارسات الإسرائيلية التي لا تحترم أي أعراف أو قوانين.
وبالتالي، فإن إيران تقدم نفسها بسهولة من هذا الباب على أنها الوحيدة التي تقف ضد إسرائيل وضد الولايات المتحدة المكروهتين من شعوب المنطقة، إلى جانب استخدامها لنفس الأرضية ولنفس المبرر الأخلاقي النبيل في تبرير أفعالها في المنطقة العربية، حيث البيئة الشعبية العربية جاهزة لقبول التفسير الإيراني دون غيره.
عندما سقطت خلية حزب الله في مصر (وهي خلية إيرانية دون شك لأن علاقة حزب الله بإيران هي علاقة العضو بالجسد) كان المبرر الأخلاقي المعلن هو أن هؤلاء الفتية الذين تم توقيفهم في مصر قد جاءوا إليها لمساعدة إخوانهم الفلسطينيين، حتى وإن اقتضت هذه المساعدة تخزين أسلحة ومتفجرات داخل مدن مصرية وجمع معلومات عن حركة السياحة وحركة السفن في قناة السويس، حيث الرأي العام العربي ممهد – على الأقل – للتشكيك فيما كشفته التحقيقات رغم اعترافات المتورطين.
وتكرر نفس الشيء عندما سقطت خلية جديدة وليست أخيرة في الكويت الشقيق، حيث سارع قادة إيران إلى استخدام نفس الحقنة الإيرانية المتكررة القائلة إن الصهاينة وأتباعهم يريدون تشويه سمعة الحرس الثوري الإيراني الذي ينال شعبية كبيرة لدى شعوب المنطقة.