التضليل الإعلامي أهم قواعد اللعبة

التضليل الإعلامي أهم قواعد اللعبة

يقول جوناثان كوك في كتاب “فلسطين تختفي” الصادر عن دار زد يوكس ليمتد في لندن ونيويورك الصادر عام 2008 “الإعلام المضلل جزء من اللعبة والحرية هي أكذب كلمة قيلت في وصف الإعلام الغربي”.
ويقرر هذا الكاتب أن وسائل الإعلام هي عيون الغرب التي يرى بها وأذنه التي يسمع بها في مناطق النزاعات في كل مكان حول العالم، ونحن نعتمد على الصحافيين في أن يشرحوا لنا ما يحدث في تلك الأماكن البعيدة عنا، ونحن نثق في التقارير التي يبثونها لنا، ونثق في أن حكمهم على الأشياء التي تحدث هناك هو حكم متوازن، ولكن ماذا لو لم يكن الحال كذلك؟ وماذا لو أن وسائل الإعلام لديها أجندة أخرى بعيدة عن البحث عن الحقيقة، وعما يجري في الواقع فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟
ويقول الكاتب إن وسائل الإعلام العالمية لم تكن أبدا عادلة، في وصفها لما يحدث للمواطنين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وإنها طالما فضلت أن تنقل عن وسائل الإعلام الإسرائيلية تفسيرها الخاص للأحداث.
ويضرب الكاتب مثلاً بالصحافيين البريطانيين عندما تناولوا عدداً من الأحداث التي وقعت في عام 2006، والتي من بينها أسر الجندي الإسرائيلي عن طريق المقاتلين الفلسطينيين، ثم قيام الجيش الإسرائيلي باعتقال أعضاء البرلمان الفلسطيني، ويقول: إن الصحافيين البريطانيين كانوا يعتمدون على ما تنقله وسائل الإعلام الإسرائيلية، بل إن الأسوأ من ذلك هو أنهم كانوا يعتمدون على وجهات نظر الصحافيين الإسرائيليين بأكثر مما كانوا يعتمدون على وجهات نظر زملائهم من الصحافيين الأميركيين.
ويقول الكاتب: “إن هذا الاتجاه الإعلامي السيئ أعطى الانطباع بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي إنما تقوم بفرض النظام في الضفة الغربية، بينما في واقع الأمر هي تمارس احتلالاً غير شرعي وعلى مدى عقود أربعة لتلك المناطق، وفي الوقت نفسه تحاول إثبات أن الفلسطينيين هم مجرمون، بينما ينبئ الواقع بأن المواطنين الفلسطينيين لهم كل الحق وفقاً للقانون الدولي في مقاومة الاحتلال، وأن من حقهم اختيار أهداف معينة، من بينها استهداف جنود الاحتلال كوسيلة لهذه المقاومة.
ويقول الكاتب إن إسرائيل طالما أبعدت أي صحافيين مستقلين عن تغطية الصراع مع الفلسطينيين، وانتهجت نفس السياسة التي انتهجها الجيش الأميركي في العراق، وهي تفضيل الصحافيين الذين ينتمون إلى مؤسسات صحافية كبرى وتتبنى وجهة النظر الأميركية بمنحهم فرص الدخول إلى الأراضي المحتلة، وتمنع هذه الفرص عن الآخرين الذين ترى أن لديهم حرية أكبر في الكتابة عن الأحداث التي يرونها على الأرض.
ويقول الكاتب: “إنه نتيجة لذلك فإن تغطية الصراع كانت غالباً ما تنحاز إلى جانب مصلحة إسرائيل، وبذلك أصبح الإعلام جزءاً لا يتجزأ من اللعبة الإسرائيلية.
ويقول الكاتب في هذا السياق إن هناك كتابا يتبنون الأجندة الإسرائيلية الأميركية ويتعاطفون مع جرائم إسرائيل رغم أنهم على بعد آلاف الأميال مما يجري في الأراضي المحتلة، وأن من بين هؤلاء الكتاب، الأميركي توماس فريدمان.
ويقول: “إن مثل هؤلاء الكتاب يعتمدون على ما تبثه وكالات الأنباء (الغربية طبعاً)، والتي بدورها تنحاز إلى المفاهيم والتحليلات الأميركية والإسرائيلية للأحداث، فالصحافي الذي يرسل الأخبار المهمة إلى مقر وكالته كل يوم يدرك تماماً أي نوع من الأخبار هي التي ستتم إذاعتها، وأيها الذي لا يذاع، فمع الخبرة التي اكتسبها هؤلاء المراسلون في العمل في إسرائيل، خصوصاً في مناطق مثل القدس تعلموا ما هي اتجاهات رؤساء التحرير في وكالاتهم وصحفهم. وإذا ما اضطر أحدهم أن يكتب ما يعتقد أنه هو الحقيقة فسيكون عليه أن يقاتل من أجل أن تنشر أخباره.