الإتحاد البرلماني الدولي

الإتحاد البرلماني الدولي

بثينه خليفه قاسم 

 ١٩ مارس ٢٠٢٣

الاتحاد البرلماني الدولي

اختتمت يوم الأربعاء ١٦ مارس الجاري اجتماعات الجمعية العامة ال ١٤٦ للاتحاد البرلماني الدولي التي استضافتها مملكة البحرين خلال الفترة من ١١ إلى ١٥ من مارس بمشاركة وفود من ١٤٣ دولة حول العالم. وقد تبنى الاجتماع شعار التعايش السلمي الذي اتخذته مملكة البحرين موضوعا رئيسا للمؤتمر واتخذه هدفا لتعزيز التسامح في المجتمعات واحلال السلام في العالم، وهو الهدف الذي يتسق تماما مع فكر الدولة البحرينية وسياستها الخارجية في العهد الزاهر لجلالة الملك المعظم . 

وعلى الرغم من أن هذا المؤتمر قد تبنى الكثير من القضايا الهامة مثل الحقوق والحريات وغيرها، الا أن أكثر ما أسعدني في هذا التجمع العالمي هو تخصيص مساحة من وقت المؤتمر لوسائل الإعلام والوسائط الاعلامية المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي وضرورة التصدي للاستخدام السيء لهذه الوسائل.

وحول ذلك الاستخدام السيء لهذه الوسائل خاصة السوشيال ميديا، خاصة في بث التحريض والكراهية والاعتداء على خصوصيات الأشخاص، قالت دلال الزايد عضو مجلس الشورى عضو الوفد البحريني المشارك جملة معبرة عن الحالة المزرية التي وصلت إليها وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قالت أن هناك فارقا بين حرية الرأي والتعبير والتعسف في استخدام هذا الحق.

هذه الجملة تشير بدقة إلى حالة الفوضى السائدة على وسائل التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص واساءة استخدام حق التعبير، خاصة عندما يتعلق الأمر بخصوصيات الناس وفيما يتعلق بالتحريض على التطرف والعنف وبث الكراهية والطائفية.

فهل يمكن فعلا أن يتفق العالم على القيام بأي نوع من التعاون التشريعي والفني واقرار اتفاقية دولية لتحريم تلك الانحرافات التي تقع على تلك الوسائل، كما طالبت دلال الزايد في مداخلتها؟

أعتقد أن العالم الذي عجز عن الاتفاق على معنى واحد لحقوق الإنسان ولم يتفق على تعريف للإرهاب وغيره من القضايا الحساسة لن ينجح بسهولة في إنجاز أي نوع من التعاون في هذا المجال.