أسئلة للوفاق وللمجلس العلمائي

أسئلة للوفاق وللمجلس العلمائي

الجمعة الماضية قام العديد من خطباء الجمعة بتوجيه سؤال إلى جمعية الوفاق وإلى المجلس العلمائي عن رأيهما تجاه الدعوة التي أطلقها البعض بتنظيم اعتصام مطلع الشهر المقبل مع رفع حالة السلامة الوطنية، مطالبين إياهما أن يبينا موقفهما حول تنظيم الاعتصام، إن كانا مؤيدين أم معارضين؟
والحقيقة ان هذا السؤال – مع كامل احترامنا لمن اطلقوه – هو سؤال بلا اي معنى، وهو يشبه سؤالا او بالأحرى مثلا انجليزيا يقول: هل تستطيع البطة أن تعوم؟ وهو سؤال يقصد به التهكم على من يقوم بطرح سؤال تكون الإجابة عليه قضية مسلم بها وبالتالي فالسؤال ليس له أي قيمة منطقية، فالبطة تستطيع أن تعوم ولاشك في هذا والوفاق والمجلس العلمائي يوافقان على المظاهرات، والسؤال عن هذا لا يقدم ولا يؤخر.
ليس هذا هو السؤال حاليا، لأن جمعية الوفاق مسؤولة مسؤولية كاملة عن تأجيج مشاعر الناس ودفعهم إلى التظاهر والإضراب، وحتى إن لم تكن مارست ذلك على نحو صريح، فقد قامت به بشكل غير مباشر عندما انسحبت من البرلمان المنتخب الذي حققت فيه كل ما خططت له وتوقعته، ولا يوجد أي تبرير لانسحاب الوفاق من مجلس النواب سوى السعي إلى تأزيم الأمور أكثر وأكثر للضغط على الحكومة وإدخال البلاد في حالة الفوضى المطلوبة التي تسمح بتدشين المخطط الذي لم يعد سرا.
وما يقال عن الوفاق يقال عن المجلس العلمائي الذي يرتبط بالوفاق برباط متين، والدليل على ذلك ما يقوم به الشيخ عيسى قاسم من جهود دؤوبة من أجل المحافظة على سخونة الأوضاع من خلال تصوير طائفة كاملة على أنها ضحية، وتكرار الخطاب ذاته في كل حديث وكل خطبة لكي يعيش أبناء هذه الطائفة في هولوكوسست دائم.
وهناك اسئلة كثيرة لم يعد لها قيمة، لأن إجاباتها واضحة وضوح الشمس، خاصة الأسئلة التي تتصل بعلاقة إيران وحزب الله اللبناني بما جرى ويجري في البحرين.
ولكن هناك أسئلة أخرى منطقية يمكن توجيهها إلى الوفاق والمجلس العلمائي في الحالة التي نعيش فيها في البحرين حاليا، وهي: متى ستوحد جمعية الوفاق بين خطابها المعلن وغير المعلن؟ متى تتوقف عن الدعوة للعنف وشجبه في نفس الوقت؟ متى ستصبح الوفاق جمعية معارضة وطنية لا تقوم بطعن الوطن كلما سمحت لها الظروف؟ متى ستضع الوفاق خطا فاصلا وواضحا بينها وبين ما يسمى بحركة “حق” العنيفة التي خرجت من رحمها ومارست كل أشكال العنف وقتلت الأبرياء على مدى السنوات الماضية؟
الوفاق والمجلس العلمائي لن يردا على أي أسئلة من هذه وكل ما سيقومان به عندما تحدث أعمال عنف، هو شجب العنف وتكرار الأسطوانة القديمة التي ترفض الحل الأمني للمشكلة.