يا من تسألون عن تقدم الأمة؟

يا من تسألون عن تقدم الأمة؟

يا من تسألون عن تأخر الأمة؟

 

يا من تسألون عن تأخر الأمة ،اليكم الاجابة،الأمم تتقدم بالعلم وتقوى وتصنع لنفسها مستقبلا وتخلد نفسها في التاريخ بما تقدمه النخب من عطاء  في هذه الدولة أوتلك،فقديما مثلا،او مايقرب من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد اتخذت النخبة المصرية قرارا بتطوير وسائل الري والاستفادة من مياه نهر النيل واختراع الزراعة فكانت الحضارة المصرية القديمة وبنيت الممالك القديمة والحديثة.

وفي عصور أخرى وفي أماكن أخرى من هذا العالم قادت نخب أخرى بلادا وصنعت حضارات وامبراطوريات طال لها الزمن،وفي العصر الذي نحن فيه تجد النخبة الأمريكية غير مكتفية بمجرد صنع إمبراطورية كبيرة ولكنها تسعى إلى جعل هذه الإمبراطورية تدوم إلى الأبد ولا يجري عليها ما جرى على غيرها من اضمحلال وزوال.

خلاصة القول هي أن النخب هي التي تقود الأمم وتصنع حاضرها ومستقبلها وقد تؤدي إلى دمارها وتضييعها اذا كانت نخبا فاسدة.قد يبدو هذا الكلام بلا مناسبة لمن يقرأه،خاصة وأننا نعيش في وقت صعب والدنيا تغلي حولنا والعالم يتربص من كل زاوية،ولكن لكم أن تلتمسوا لي العذر عندما تعرفون السبب الذي دفعني لكتابة هذه المقدمة.

 

السبب هو أن سيدة مصرية تحمل درجة الدكتوراة( الدكتورة سعاد) قد توصلت مؤخرا إلى فتح كبير من فتوحات العلم الحديث وأرادت أن تخدم مصر أو ربما تخدم المسلمين جميعا فتوكلت على الله وأصدرت فتوى جديدة،وهي أن معاشرة البشر للحيوانات جنسيا أمر جائز شرعا!

 

وبالطبع طارت هذه الفتوى فملأت الدنيا كلها،ليس فقط من خلال وسائل الفضيحة التي تسمى وسائل التواصل الاجتماعي ولكن من خلال قنوات تافهة المحتوى أفردت لهذه السيدة الوقت لكي تقدم فتواها العظيمة بالتفصيل لجماهير الأمة،وكان الهدف الأساسي لهذه القنوات هو تحقيق الاثارة دونما اي احترام لمشاعر وعقول البشر.

 

وكأن كل المشكلات التي تواجهها مصر ويواجهها العرب قد انتهت،وكأن الإرهاب الذي يقض مضاجع الناس ويستنزف امكانيات الدول قد اندحر تماما واستقرت الأحوال هنا وهناك؟ما الذي يدفع امرأة تحمل أرفع الدرجات العلمية إلى إصدار هذه الفتوى التي لا تقدم أي منفعة للناس،بل تشغل العقول بأمور تافهة؟

 

ألم تعرف هذه الدكتورة أنها تتحدث أمام وسائل إعلام وان ما تقوله ستسمعه الدنيا كلها،ام أنها لا تبالي بذلك وان هناك منفعة من نوع ما ستعود عليها وبالتالي لا أهمية لما يقال وما ينتج عن فتواها الغريبة؟ والخلاصة النهائية هل نخب بهذا الفكر يمكن أن تؤدي إلى تقدم الامة؟