بثينه خليفه قاسم
18 مايو2020
يا مثبت العقل والدين يا الله
قالت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية أن جائحة كورونا تسبب في حدوث اضطرابات نفسية وعقلية واسعة على مستوى العالم وأنه خلال تفشي الجائحة، أبلغ 47% من العاملين في مجال الرعاية الصحية في كندا عن الحاجة إلى الدعم النفسي، كما أبلغ 50% من العاملين في مجال الرعاية الصحية في الصين عن إصابتهم بالاكتئاب، فيما أفاد 42% من العاملين في مجال الرعاية الصحية في باكستان، إصابتهم بالاضطراب النفسي المعتدل، و 26% بالاضطراب النفسي الشديد.
وفي إيطاليا وإسبانيا، أفاد الآباء أنه أثناء وجودهم في العزل الاجتماعي خلال تفشي الوباء، وجد 77 % من الأطفال صعوبة في التركيز، فيما أصيب 39% بالقلق والاضطراب، كما أن 38% منهم يعانون من العصبية، بينما يعاني 31% من مشاعر الوحدة، بحسب إيجاز منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة.
وحسبما ورد في الإيجاز، فقد وجدت دراسة عن الشباب من ذوي تاريخ احتياجات الصحة العقلية في المملكة المتحدة، أن 32% منهم أفادوا بأن الوباء “جعل صحتهم العقلية أسوأ بكثير”.
وبشكل عام، تشير المذكرات الموجزة إلى أن المسوح الوطنية التي أجريت هذا العام تظهر أن ما يقرب من النصف، 45% من الأشخاص في الولايات المتحدة، قد أبلغوا عن ضيق ماء خلال وباء فيروس كورونا المستجد.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس، في بيان صحفي، الخميس، إن “أثر الوباء على الصحة النفسية للناس يثير القلق بالفعل”، مضيفًا أن “العزلة الاجتماعية، والخوف من العدوى، وفقدان أفراد الأسرة يضاعفها الكرب الناجم عن فقدان الدخل والعمل في كثير من الأحيان”.
وأوضح غبريسوس، أنه “من الواضح الآن تمامًا أنه يجب معالجة احتياجات الصحة العقلية كعنصر أساسي في استجابتنا لوباء فيروس كورونا والتعافي منه.
ولو تأملنا بعمق فيما أوردته المنظمة المذكورة وتأملنا ما يذاع يوميا في وسائل الإعلام لأدركنا أن وسائل الإعلام الحديثة ومعها منظمة الصحة العالمية هم السبب الأول لحدوث الاكتئاب والجنون لدى الناس بسبب ما يذاع يوميا من أخبار متضاربة ومتناقضة التي تصيب البشر باليأس وتجعل الجميع ينتظر الموت .
ويكفي للتدليل على ذلك أن تقرأ في اليوم الواحد خبرا يقول أن موعد إنتاج اللقاح قد اقترب وأن فرنسا رفضت مطلب الولايات المتحدة بأن تكون الأخيرة هي أول من يحصل على هذا اللقاح ،ثم تقرأ في المقابل وفي نفس التوقيت أنه لا أمل في إنتاج لقاح أصلا وأن كورونا سيظل يجثم على صدورنا أعواما طويلة وأنه لا سبيل سوى التعايش مع الفيروس إن استطعنا أن نحتفظ بقوانا العقلية .
ثم تقرأ النصائح الطبية الخاصة بغسل الأيدي وارتداء الكمامات التي تحميك وفي المقابل تقرأ أن الأطباء الذين تغطيهم وسائل الحماية من رؤوسهم حتى أقدامهم قد أصيبوا وماتوا!!!
هذه مجرد غيض من فيض من الأخبار التي تسبب التشتت والأذى النفسي البشر، فما بالنا لو أضفنا الكم الهائل للأخبار الكاذبة التي تصب فوق رؤوس البشر يوميا وأضفنا أخبار نظرية المؤامرة وتحويل البشر إلى روبوتات عن طريق شرائح بيل غيتس التي سيتم تركيبها في أجسامهم .
وسائل الإعلام ارتكبت جرائم في حق الإنسانية بسبب السعي المحموم لتحقيق السبق و تحقيق المكاسب على اعتبار أن الكورونا فرصة لتحقيق المكاسب مهما كانت النتائج حتى وإن أصيب العالم كله بالجنون.
أي عقل يمكن أن يتحمل هذا السيل اللاأخلاقي من الأخبار الملفقة والمعلومات المضللة على مدار الساعة ؟؟
ليس بوسعنا أمام هذه الحالة إلا أن ندعو ونقول: يا مثبت العقل والدين يا الله احفظ لنا عقولنا.