يا أطفال سوريا ليتكم كنتم طيور “أبومنجل”!

يا أطفال سوريا ليتكم كنتم طيور “أبومنجل”!

في ظل ما تعانيه سوريا من دمار وقتل وتشريد لأهلها، وفي ظل ما يلاقيه الناس من أهوال وهروب مستمر من الموت إلى الموت، تحدثت السيدة أسماء الأسد، قرينة الرئيس بشار الأسد، بألم شديد ووجهت صيحة كبيرة لأصحاب القلوب الرحيمة ولكل من يهمه الأمر في الداخل والخارج، ليتحملوا مسؤوليتهم الإنسانية تجاه طائر أبومنجل المعرض للانقراض بسبب سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على موطنه الأصلي في مدينة تدمر السورية.
السيدة الأولى السورية أبرأت ذمتها وقدمت للعالم كل التفاصيل لكي يتم إنقاذ أبومنجل الأصلع، وقالت إنه “يوجد أنثى وحيدة فقط من هذا النوع تدعى زنوبيا وهي الوحيدة التي تعرف مسارات الهجرة إلى المناطق الشتوية في إثيوبيا حيث يبقى مصيرها ومصير ثلاثة طيور في تدمر مجهولاً”.
وتلقت السيدة الأولى السورية ذات الجنسية البريطانية ما تلقته من انتقادات وسخرية لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن أثبتت للجميع أنها إما غائبة عن العالم كغياب أهل الكهف ولا تعرف ما يجري فيه ولا تعرف أن سوريا بها ثورة ودمار وخراب منذ سنوات، وإما أنها لا تقيم وزنا لبني البشر ولا تتأثر لحالهم كما تتأثر لطائر أبومنجل.
لقد تذكرنا من خلال سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي ما قالته “ماري أنطوانيت” منذ زمن بعيد، فعندما قالوا لها إن الشعب لا يجد خبزا يأكله فردت عليهم بتلقائية إذا فليأكلوا البسكويت!
ولكن الفرق بين ما قالته ماري أنطوانيت وما قالته أسماء الأسد، هو أن ما قالته الأولى كان سببا في قيام الثورة وتغير الأوضاع في بلدها أما الثانية فقالت قولتها بعد أن قامت الثورة وبعد أن خربت سوريا عن آخرها.
نحن بالطبع لا نكتب هذا الكلام من باب العداء لطائر أبومنجل الأصلع، فنحن لا نريد له إلا كل خير ونتمنى أن يبقى ويتزاوج ويتكاثر، ولو كان بإمكاننا أن نفعل شيئا لإنقاذ الأنثى الوحيدة (زنوبيا الجميلة) التي أخبرتنا عنها سيدة سوريا الأولى لفعلنا ما نستطيع حتى تنجو وتقود هجرة بني ريشتها إلى إثيوبيا، ولكننا نكتب لكي ندعو السيدة الأولى لكي تراجع أرقام منظمة اليونيسيف لكي تعرف عدد الأطفال السوريين الذين قتلوا منذ بداية الثورة في سوريا، ولكي تعرف عدد السوريين الذين رحلوا عن سوريا وتحولوا إلى متسولين في بلاد الله!
بالتأكيد ستكون الحجة الوحيدة التي يمكن أن تتعلل بها السيدة الأولى هي أن هناك فرقا كبيرا بين مأساة طائر أبومنجل الأصلع وبين السوريين، لأن أبومنجل الأصلع معرض للانقراض، أما السوريين فلن ينقرضوا فهم موجودون في دول العالم ويمكنهم أن يتكاثروا ويحافظوا على نسلهم ويعودوا إلى سوريا عندما يريد الله لهم أن يعودوا!.