ويبقى ميزان الكون بيد الله

ويبقى ميزان الكون بيد الله

بثينه خليفه قاسم

١٠ مارس2020

 

ويبقى ميزان الكون بيد الله

 

فيروس كورونا ،أو كوفيد ١٩ قطع أوصال العالم وحرم ٣٠٠ مليون من التلاميذ من الذهاب الى مدارسهم وأحدث خسائر اقتصادية لا حصر لها وأوقف السفر بين الكثير من الدول.ووقف العالم بكل امكانياته وتقدمه العلمي وما يمتلكه من وسائل حرب ووسائل تجسس وسلاح نووي وسلاح تقليدي، وقف عاجزا عن مواجهة فيروس لا تراه العين .

 

العالم يقتل بعضه بعضا وأجهزة الاستخبارات تستطيع بوسائل شتى أن تصل الى المعلومات وتنقذ عمليات لا يتخيلها عقل ،والعلوم الطبية وصلت الى مدى بعيدا في كشف الأمراض ومعرفة أسبابها وعلاجها ،ولكنها تقف عاجزة أمام فيروس دقيق الحجم.

 

وعندما يتمكن أهل العلم يوما من التوصل الى علاج له كما فعلوا مع غيره من قبل،سوف يظهر غيره ويكون أشد خطورة وفتكا لكي تبقى قدرة الله هي الأساس في هذا الكون ويبقى الانسان رغم تجبره كائنا ضعيفا .

 

وحتى لو كان هذا الفيروس من صنع الانسان كما يقول البعض وكونه سلاح من أسلحة الحرب الاقتصادية الدائرة في العالم فهو يبقى دليلا على ضعف الانسان وعجزه مهما أوتي من قوة ،لأن هذا الفيروس يمكن أن يخرج عن سيطرة الذين صنعوه فيصبحوا كالذي أخرج العفريت من الزجاجة ولم يستطع أن يعيده اليها مرة أخرى.

 

هل يمكن أن يتوحش هذا الفيروس أكثر من ذلك؟ وهل مجيء الصيف سيقضي عليه؟ وهل وجدوا لقاحا أو علاجا؟

أسئلة يطلقها الناس مئات المرات خلال اليوم الواحد دون أن يجدوا اجابة تريح قلوبهم ،ولم يعد بأيدي الناس سوى التضرع لله الذي بيده ميزان هذا الكون.

 

 

وسيبقى الانسان بكل تجبره وغروره كائنا ضعيفا ترعبه عطسة وتجعله يركض الى معامل التحليل ليعرف هل أصيب أم لا وتزعجه نوبة صداع بسيطة وتحرمه النوم، فكم نحن ضعفاء وفقراء الى الله.